الرئيس السيسي: عمال مصر شريك في بناء الوطن والحكومة مطالبة بتوسيع الحماية وتنمية المهارات
تقرير: السيد أنور
في كلمة حملت ملامح التقدير والتكليف والمسؤولية، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة باتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز حقوق العمال، وترسيخ منظومة العدالة الاجتماعية، وفتح آفاق جديدة أمام الشباب لامتلاك أدوات المستقبل. جاءت تصريحات الرئيس خلال كلمته في احتفالية عيد العمال، التي عكست حجم اهتمام الدولة بالعامل المصري باعتباره العمود الفقري للإنتاج والتنمية.
أكد الرئيس السيسي على ضرورة التوسع في مظلة الحماية الاجتماعية، لتشمل شرائح العمالة غير المنتظمة، بما في ذلك صرف إعانات مالية عند حالات الوفاة، تأكيدًا لالتزام الدولة برعاية أبنائها في كل الظروف. ودعا الرئيس إلى تطوير آليات الدعم لتكون أكثر شمولًا وإنصافًا، ومرتبطة باحتياجات العاملين الفعلية.
وفي خطوة تستشرف المستقبل، وجّه الرئيس الحكومة بتنفيذ مبادرة قومية تستهدف تنمية مهارات الشباب، من خلال تقديم منح تدريبية مجانية تؤهلهم لسوق العمل، عبر مسارات تعليمية عملية ومهنية مرتبطة مباشرة باحتياجات القطاعات الاقتصادية المتطورة. وشدد على أهمية أن يتواكب التعليم الفني والتقني مع معايير الجودة العالمية، ليصبح رافدًا حقيقيًا لسوق العمل المحلي والدولي.
ومن منطلق إرساء العدالة الناجزة، طالب الرئيس بسرعة الفصل في القضايا العمالية، لضمان حصول العاملين على حقوقهم دون تأخير. وأشار إلى أن التأخير في حسم النزاعات يؤثر سلبًا على الاستقرار الوظيفي ويضعف ثقة العمال بمنظومة العدالة، وهو ما يتطلب إصلاحًا تشريعيًا وإداريًا لضمان الفعالية والكفاءة في نظر تلك القضايا.
في إطار الحرص على المتابعة الدقيقة لسياسات التشغيل، أعلن الرئيس عن توجيهاته بتشكيل لجنة دائمة تختص بمتابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتشغيل فور الإعلان عنها، على أن تضم ممثلين عن كافة الجهات المعنية، بما يضمن التنسيق والتكامل في جهود التشغيل وتحقيق الأهداف المرجوة على أرض الواقع.
واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد على أن احتفال الدولة بعيد العمال في كل ربوع الجمهورية، يمثل اعترافًا صريحًا بدور العمال في نهضة الوطن، وأنهم شركاء رئيسيون في بناء الجمهورية الجديدة جنبًا إلى جنب مع أصحاب الأعمال. وأضاف أن الدولة المصرية ماضية قدمًا في طريق التنمية، وستظل تعوّل على إرادة وعزيمة العامل المصري، القادر على تجاوز التحديات والتصدي للصعاب، بإخلاصه وتفانيه.
بهذه التوجيهات، يرسم الرئيس السيسي ملامح مرحلة جديدة تقوم على التوازن بين الحقوق والواجبات، وبين التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية. وهي دعوة واضحة لجميع المؤسسات للتحرك بروح الفريق الواحد، نحو بناء وطن قوي، يتسع لطموحات أبنائه ويصون كرامة كل عامل فيه.