الآلاف يتوافدون على حميثرة للاحتفال بمولد الشاذلي رغم تعديل الموعد الرسمي
رغم قرار المجلس الأعلى للطرق الصوفية بتغيير موعد الليلة الختامية لمولد القطب الصوفي سيدي أبوالحسن الشاذلي لتكون في الجمعة الأخيرة من شهر شوال، بدأت الاحتفالات الشعبية في موعدها التاريخي المعتاد في منطقة حميثرة جنوب غرب مرسى علم، حيث اعتاد المريدون على إحياء الذكرى خلال العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، لتبلغ ذروتها في الليلة الكبيرة يوم وقفة عرفة.
المئات من المحبين والمريدين توافدوا من مختلف محافظات الجمهورية حاملين معهم طقوسًا متوارثة عبر الأجيال، مؤكدين تمسكهم بالمواعيد التقليدية، حيث يظلون في وادي حميثرة حتى صباح عيد الأضحى ليذبحوا الأضاحي ويصعدوا جبل حميثرة كما جرت العادة، وسط أجواء من الإنشاد والمدائح الروحية التي تصدح بها مكبرات الصوت.
وتحولت المنطقة إلى مقصد روحي عامر بالحياة، منذ صباح الجمعة، مع وصول الشاحنات والسيارات التي تقل الزائرين، حيث تنتشر حلقات الذكر والابتهال وتستمر حتى موعد الليلة الختامية الخميس المقبل، والتي تُعد ذروة الفعاليات الروحية.
وأعلنت مديرية أوقاف البحر الأحمر ومجلس مدينة مرسى علم متابعتهما المستمرة للاحتفالات، لضمان عدم حدوث أي مخالفات دينية أو تنظيمية، مشيرين إلى أن زيارة مقام الإمام الشاذلي متاحة طوال العام دون قيود، وأن المولد الشعبي يتم تنظيمه من قبل الزوار أنفسهم دون تدخل رسمي مباشر.
مقام ومسجد الإمام الشاذلي يقع في قلب صحراء حميثرة، وقد تم تطويره ليصبح معلمًا معماريًا وروحيًا فريدًا، حيث بُني المسجد على مساحة 7 آلاف متر مربع تحيط به ساحات وزوايا صوفية تمتلئ بحلقات الذكر من مختلف الطرق، أبرزها الأحمدية، الأشراف، الرفاعية، المرغنية، السلمانية، البرهامية، وساحة الحاجة زكية.
الإمام أبوالحسن الشاذلي، أحد أعمدة التصوف الإسلامي، وُلد في المغرب عام 571 هـ، وتتلمذ على يد الإمام عبدالسلام بن مشيش في تونس، قبل أن ينتقل إلى مصر ليستقر بالإسكندرية، وينتشر أتباعه في أنحاء البلاد. وتتميز طريقته بالشارة الصفراء، رمزًا لعلوم الأسماء الإلهية، ويتبعه اليوم الآلاف داخل مصر وخارجها.
وخلال السنوات الماضية، زار المقام عدد من الشخصيات الدينية والعامة البارزة مثل الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، الدكتور علي جمعة المفتي السابق، الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، والداعية الحبيب علي الجفري، والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، ما يعكس المكانة الرفيعة التي يحظى بها المقام في قلوب المصريين.
