أم تلد في دورة مياه محطة طنطا وتفر هاربة والأمن يضبطها في ميدان السيد البدوي
كتبت: منى الحديدي
استيقظت محطة قطارات طنطا على واقعة مثيرة، بعدما عُثر على رضيع حديث الولادة داخل دورة مياه بالمحطة، بينما كانت والدته قد فرّت هاربة بعد لحظات من ولادته.
البداية كانت مع بلاغ ورد إلى الأجهزة الأمنية في الغربية، أفاد بعثور عدد من ركاب القطارات على طفل حديث الولادة داخل إحدى دورات المياه في محطة السكة الحديد بطنطا، دون وجود أي أثر لوالدته أو من يرافقه. وفي لحظات، تحركت فرق المباحث الجنائية وشرطة النجدة إلى موقع البلاغ، حيث وجدوا الطفل ملقى وسط آثار دماء حديثة، في مشهد أثار الصدمة والتساؤلات.
تم استدعاء سيارة إسعاف على الفور، وتم نقل الرضيع إلى إحدى حضانات المستشفيات بمدينة طنطا لتلقي الرعاية الطبية اللازمة وإنقاذ حياته. وفي الوقت نفسه، بدأت الأجهزة الأمنية سباقًا مع الزمن لفك لغز الواقعة.
رجال المباحث بدأوا بتفريغ كاميرات المراقبة داخل محطة القطار والشوارع المجاورة، وتم تشكيل فريق بحث متخصص لتعقب خط سير السيدة المجهولة، التي تبيّن لاحقًا أنها استقلت القطار القادم من الإسكندرية والمتجه إلى القاهرة، وتوقفت في محطة طنطا حيث نزلت وذهبت إلى دورة المياه، ثم غادرت سريعًا إلى خارج المحطة.
وبفضل جهود البحث والتحري، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط السيدة أثناء سيرها في محيط ميدان السيد البدوي بطنطا، وتم اقتيادها للتحقيق. وبمواجهتها بالتحريات وكاميرات المراقبة، اعترفت بما حدث، وقالت إنها تدعى م. ل، تبلغ من العمر 25 عامًا، وتقيم في محافظة الإسكندرية، وإنها كانت على علاقة غير شرعية بأحد أقاربها، مما أدى إلى حملها سرًا.
وأضافت أنها شعرت بآلام المخاض أثناء توقف القطار في محطة طنطا، فاتجهت إلى إحدى دورات المياه بالمحطة، ووضعت طفلها في غضون دقائق قليلة، ثم قررت الهروب خوفًا من الفضيحة، متوجهة نحو منطقة مسجد السيد البدوي.
القضية تم توثيقها في محضر رسمي، وأُحيلت إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات، فيما تقرر إيداع الطفل إحدى الحضانات المتخصصة لتوفير الرعاية الصحية اللازمة له.
حادثة محطة طنطا تسلط الضوء على قصص مؤلمة تُولد في الظل، وتدفع ثمنها أرواح بريئة، بينما تبقى الأسئلة عن المسؤولية والحماية والمجتمع قائمة تنتظر إجابات.
