تركيا تواصل ملاحقة أتباع جولن رغم وفاته: اعتقال عشرات العسكريين بتهمة التورط في الانقلاب
أصدرت النيابة العامة التركية صباح اليوم أوامر باعتقال 63 عسكريًا في الخدمة، في عملية أمنية واسعة طالت 36 محافظة، كان أبرزها إسطنبول، وأسفرت عن توقيف 56 مشتبهاً بهم حتى الآن.
ورغم مرور نحو تسع سنوات على محاولة الانقلاب الفاشلة التي هزّت تركيا في صيف 2016، فإن السلطات لا تزال تلاحق من تعتبرهم متورطين فيها، حتى بعد وفاة فتح الله جولن العام الماضي في الولايات المتحدة. حيث تتهمه الحكومة التركية بتزعم منظمة إرهابية مسؤولة عن محاولة الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان، والتي راح ضحيتها أكثر من 240 شخصًا.
المشتبه بهم الذين طالتهم حملة الاعتقالات اليوم، ينتمون إلى مختلف فروع القوات المسلحة، من الجيش إلى البحرية وسلاح الجو، مرورًا بقوات الدرك التابعة لوزارة الداخلية. وبحسب مكتب المدعي العام في إسطنبول، فإن من بين المقبوض عليهم أربعة ضباط برتبة كولونيل.
وسائل الإعلام التركية الرسمية، وفي مقدمتها وكالة الأناضول، أشارت إلى أن العملية الأمنية تأتي في إطار ما تصفه السلطات بـ "عملية ضد منظمة فيتو"، وهو المصطلح الذي تستخدمه أنقرة للإشارة إلى حركة "حزمت" التي أسسها جولن. وأكدت الوكالة أن العملية جاءت بعد تحقيقات موسعة كشفت عن تواصل بعض الضباط مع الحركة عبر شبكات سرية.
ورغم وفاة جولن، إلا أن الحكومة التركية تواصل ملاحقة من تصفهم بـ "أتباعه"، سواء داخل البلاد أو خارجها، في إطار ما تسميه بـ "تطهير مؤسسات الدولة من العناصر المتغلغلة". وقد سبق أن أعلنت أنقرة مرارًا أنها لن تتراجع عن تلك السياسة، مؤكدة أن خطر ما تصفه بـ "التنظيم الموازي" لا يزال قائمًا.
يُذكر أن العلاقة بين الرئيس أردوغان وجماعة جولن شهدت تحوّلات دراماتيكية، إذ بدأت بتحالف سياسي وثيق في بداية الألفية الجديدة، قبل أن تنقلب إلى عداوة مفتوحة عقب محاولة الانقلاب، والتي حمّلت الحكومة التركية مسؤوليتها المباشرة لجماعة جولن، وهو ما نفاه الأخير قبل وفاته.