طلاب إعلام «الجزيرة» يطلقون حملة "ميراسكا Mirasca" لتعزيز الهوية الثقافية ودعم الحرف التقليدية
كتب - حسن سليم
أطلق طلاب قسم العلاقات العامة والإعلان بأكاديمية الجزيرة حملة توعوية تحمل اسم "ميراسكا Mirasca"، وهي كلمة مبتكرة تجمع بين "ميراث" و"كرافت"، لتسلط الضوء على أهمية الصناعات اليدوية المصرية، وخاصة تلك المتعلقة بالمستنسخات الأثرية، كجزء أصيل من الهوية الثقافية المصرية وكنز لا يقدّر بثمن.
تأتي هذه الحملة ضمن مشروع تخرج طلاب القسم، الذين اختاروا أن يكون مشروعهم رسالةً وطنية وإنسانية قبل أن يكون واجبًا أكاديميًا، حيث تهدف "ميراسكا" إلى إعادة إحياء الصناعات اليدوية وتسليط الضوء على قيمتها التاريخية والفنية، ودورها في دعم الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل، وحفظ التراث من الاندثار.
ركزت الحملة على صناعة المستنسخات الأثرية، تلك الصناعة التي تمزج بين الحرفة اليدوية الدقيقة والمعرفة التاريخية العميقة، وتعد مصر رائدة فيها على مستوى الشرق الأوسط. فالمستنسخات ليست مجرد نسخ جامدة من القطع الأثرية، بل هي أعمال فنية تتحدث بلسان التاريخ، وتحمل روح الحضارة المصرية القديمة، من معابد وأوانٍ وتماثيل ونقوش، تُصنع بأيادٍ مصرية ماهرة تحاكي الإبداع الفرعوني بأدق تفاصيله.
وقالت إحدى الطالبات المشاركات في الحملة: اخترنا المستنسخات الأثرية لأنها تمثل نقطة التقاء بين الماضي والحاضر.. إنها ليست فقط أعمال فنية بل رسالة هوية، ودليل على أن المصري قادر على صناعة الجمال بإمكانياته ومواهبه.
يحمل شعار الحملة "قصة يرويها الحجر" بُعدًا رمزيًا عميقًا، إذ يشير إلى أن كل قطعة فنية يدوية، خاصة تلك المستوحاة من التراث، تحكي حكاية حضارة ضاربة في عمق التاريخ، تبدأ من المعابد الفرعونية وحتى الصناعات القبطية والإسلامية، مرورًا بالعمارة الشعبية والفنون الريفية.
وقد حرص طلاب الحملة على تنفيذ عدد من الأنشطة والفعاليات التي تخدم أهداف الحملة، من بينها:
إطلاق صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي لعرض قصص الصناع المهرة.
تنظيم ورش عمل بالتعاون مع حرفيين من وزارة السياحة والآثار.
إنتاج فيديوهات وثائقية قصيرة توثق مراحل صناعة المستنسخات الأثرية.
إقامة معرض طلابي للمجسمات المستنسخة داخل الحرم الجامعي.
وجاء مشروع حملة "ميراسكا Mirasca" تحت الإشراف الأكاديمي للدكتورة رشا جاد الله، الأستاذ بقسم العلاقات العامة والإعلان بأكاديمية الجزيرة، التي لعبت دورًا محوريًا في توجيه الطلاب وصقل رؤيتهم، وتحويل أفكارهم إلى مشروع متكامل يحمل بُعدًا ثقافيًا ووطنياً. فقد كانت الدكتورة رشا الداعم الأول للفريق، حيث آمنت بقدرتهم على توظيف أدوات الإعلام الحديث في خدمة قضايا التراث، وسعت إلى أن يكون المشروع منصة للتعبير الإبداعي ونافذة للتأثير المجتمعي الحقيقي، مشددة في توجيهاتها على أهمية ربط ما يتعلمه الطلاب داخل القاعات الدراسية بواقعهم وهويتهم الثقافية.
وتهدف "ميراسكا" إلى أكثر من مجرد تسليط الضوء؛ إنها دعوة لدعم الحرفيين، وتوسيع سوق المستنسخات الأثرية محليًا ودوليًا، وتوجيه الأنظار إلى هذه الصناعة التي يمكن أن تكون بديلًا حقيقيًا في سوق الهدايا السياحية، ومنبعًا لتوفير فرص عمل للشباب، ووسيلة للحفاظ على الهوية المصرية.
وأعرب الطلاب عن أملهم أن تتبنى الجهات المعنية هذه المبادرة، وتفتح آفاق التعاون مع مؤسسات التعليم والوزارات المعنية، ليصبح ميراث مصر في يد آمنة، تحميه، وتُبدعه، وتنقله للعالم بلغات متعددة، أولها.. "الحجر".