هل الإنترنت ظالم أم مظلوم؟ PDF
بقلم: وفاء العش
للأسف رغم التوسع التكنولوجي في الآونة الأخيرة وتسهيله لكافة مناحي الحياة وتوفير الخدمات بدرجة كبيرة من الدقة والتطور وسرعة التواصل مع الآخرين في كل وقت وفي أي مكان ،لكننا للأسف أسأنا استخدامه وأصبح سلاح ذو حدين.
اصبح إدمان الإنترنت مؤخرا يضاف لأنواع الإدمان الأخرى كإدمان المخدرات ، فمن منا اليوم لم يصبح مدمن للإنترنت قبل أن تجيب يجب أن تنفي قلقك الزائد وتوترك عندما تفقد الاتصال بالإنترنت ،أو حين تنسي هاتفك بالمنزل ،وتنفي احتضان هاتفك قبل النوم، والعصبية الواضحة حين يقاطعك أحد أثناء تصفحك علي مواقع التواصل الاجتماعي فإن لم تستطع النفي فإنك إذا أصبحت مدمن للإنترنت.
أبرزت أكبر الإحصاءات العالمية أن مصر تحتل الترتيب الأول في الدول المستخدمة لصفحات التواصل الاجتماعي بأكبر عدد ساعات ، ثم يليها دول الخليج العربي ، مما تسبب لمعظمنا في إجهاد العينين وآلام الرقبة والتعرض للإشعاع الصادر من الهاتف وأيضا المشكلات الاجتماعية التي يسببها انسحاب الشخص المدمن من عالمه الحقيقي ،واهمال الحياة الأسرية وصلة الرحم والترابط المعنوي بين أفراد الأسرة واختفاء الحوار البناء بين أفراد الأسرة سواء الآباء والأبناء مما أدي لضياع وقت طويل أمام الإنترنت وظهور الاكتئاب عند انقطاعه ،حتي الأطفال ذلك النشء البريء لم يسلموا من تلك الأضرار أصبحوا أشد إدمان من الكبار بالجلوس علي الهاتف لأطول وقت ممكن لا يتركوه إلا بأشد العقاب مما قتل بداخلهم روح الإبداع ومهارة الابتكار واكتساب القيم التربوية السليمة من الآباء والأمهات ، أصبحت كل مصادر معلوماتهم من الإنترنت وأيضا أدي إلي غياب الرقابة علي ما يشاهدونه علي الإنترنت بسبب انشغال أولياء الأمور أيضا بتصفح الإنترنت ، والمصيبة الأكبر إدمان المراهقين للإنترنت ، مما أدي إلي غياب الوازع الديني والتطلع للغرب والتأثر بالسلبيات فقط مما أدي إلي تمردهم علي واقعهم مما ساعد علي انتشار الجرائم الأخلاقية في الآونة الأخيرة ومحاولتهم الحصول علي الأموال بشتي الطرق حتي لو أنشأوا مواقع إباحية للاتجار بالجنس.
لقد عرضت في هذا المقالة هذه الظاهرة وسوف أقوم بتوضيح طرق العلاج في مقالة أخرى بتناول التفاصيل.