صافرات الإنذار تملأ سماء إسرائيل لـ35 دقيقة متواصلة في تصعيد غير مسبوق للحرب مع إيران
دخلت الحرب بين إسرائيل وإيران مرحلة جديدة من التصعيد، مع تسجيل أطول مدة على الإطلاق لانطلاق صافرات الإنذار داخل الأراضي الإسرائيلية، والتي استمرت دون توقف لنحو 35 دقيقة، في إشارة واضحة إلى حجم وكثافة الهجمات الصاروخية التي أطلقت من الجانب الإيراني.
وشهد اليوم الحادي عشر من النزاع ضربات إسرائيلية جديدة على مواقع داخل إيران، وسط تهديدات شديدة اللهجة من طهران، التي لم تكتفِ بالرد، بل وجهت اتهامات مباشرة إلى الولايات المتحدة بالمشاركة في استهداف منشآتها النووية، مهددة بتوسيع نطاق الرد ليشمل المصالح الأمريكية في المنطقة.
وسائل إعلام إسرائيلية وصفت ما جرى بـاليوم المرعب، حيث دوّت صافرات الإنذار في مختلف المدن والبلدات، خاصة في المناطق الجنوبية والوسطى من البلاد. وأشارت القناة 12 إلى أن ما حدث هو أطول إنذار جوي منذ اندلاع الحرب، فيما وصفت صحيفة هآرتس المشهد بأنه لحظات من الذعر الجماعي.
وبحسب بيان صادر عن الجبهة الداخلية الإسرائيلية، تم رصد ثلاث موجات متتالية من الصواريخ استهدفت شمال إسرائيل، أعقبها وابل رابع باتجاه الجنوب. ودعت السلطات السكان إلى الاحتماء في الملاجئ طوال ساعات الليل، محذّرة من احتمال تكرار الهجمات خلال الساعات القادمة.
وفي تطور نوعي، أكدت وسائل إعلام عبرية أن صاروخًا سقط في محيط جنوب مدينة القدس، فيما أصاب آخر طريقًا قرب مدينة أسدود، بينما سجلت اعتراضات صاروخية في قلب إسرائيل، وفقًا لما ذكرته القناة 13، رغم غياب صافرات الإنذار، ما يرجح أن بعض الهجمات جاءت مفاجئة دون إنذار مبكر.
الجبهة الداخلية أعلنت كذلك عن تفعيل صفارات الإنذار في مناطق واسعة من الجولان، مع استمرار التهديدات الصاروخية الإيرانية، وأشارت تقارير إعلامية إلى وجود استعدادات عسكرية إسرائيلية لمواجهة موجة جديدة من الهجمات.
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي صباح الاثنين أن الهجمات الصاروخية مصدرها الأراضي الإيرانية، وأن منظومات الدفاع الجوي تعمل بكفاءة للتصدي لها، دون الإشارة إلى عدد الخسائر أو تفاصيل دقيقة عن الأضرار.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان في القدس سماع دوي انفجارات متتالية على مسافات قريبة، في مؤشر على مدى عمق الاختراق الصاروخي الإيراني. فيما قدرت مصادر عسكرية إسرائيلية عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من إيران على وسط وجنوب إسرائيل بما لا يقل عن 15 صاروخًا، واصفة الهجوم بأنه الأوسع من حيث النطاق والتأثير منذ بداية الحرب.
هذا التصعيد المتسارع يعزز من المخاوف حول اتساع رقعة المواجهة في المنطقة، ويضع العالم أمام سيناريوهات أكثر تعقيدًا، في ظل غياب أي مؤشرات حقيقية لاحتواء الصراع في المدى القريب.