رسالة دكتوراه بآثار جنوب الوادي تسلط الضوء على "حور إيابتي" في المعتقدات المصرية القديمة
كتب - ممدوح السنبسي
شهدت كلية الآثار بجامعة جنوب الوادي مناقشة علمية متميزة، تمثلت في رسالة دكتوراه تقدم بها الباحث أحمد مرتضى ضيف بخيت، مفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار، تحت عنوان "المعبود حور إيابتي ودوره في المعتقدات المصرية القديمة"، وذلك وسط حضور أكاديمي رفيع، وتحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد عكاوي رئيس الجامعة، والدكتور محمد وائل عبد العظيم نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور وائل بكري رشيدي عميد الكلية، والدكتور أبوبكر عبد السلام مصطفى وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا.
الرسالة التي جاءت بإشراف علمي مشترك من الدكتور أيمن عبد الفتاح وزيري، أستاذ ورئيس قسم الآثار المصرية بجامعة الفيوم، والدكتور رؤوف أبو الوفا الورداني، أستاذ الآثار المصرية المساعد بجامعة جنوب الوادي، أثارت اهتمام الحضور لما حملته من طرح علمي دقيق حول أحد المعبودات المنسية نسبيًا في الديانة المصرية القديمة، وهو "حور إيابتي".
وضمّت لجنة المناقشة كوكبة من كبار علماء الآثار، حيث ترأسها الدكتور منصور النوبي منصور، عميد كليتي الآثار بقنا والأقصر سابقًا، وشارك في عضويتها الدكتور عادل أحمد زين العابدين، وكيل كلية الآداب الأسبق بجامعة طنطا، بالإضافة إلى المشرفين على الرسالة كمناقشين.
ركزت الدراسة على شخصية "حور إيابتي" باعتباره أحد تجليات الإله حور، وبيّنت كيف ارتبط بالعديد من القيم والرموز المركزية في العقيدة المصرية القديمة، مثل الحماية، والسيادة، والبعث، والخَلق. وتبرز أهمية هذه الشخصية في النصوص الجنائزية، لا سيما نصوص الأهرام، حيث يُصوَّر "حور إيابتي" كحامٍ للمتوفى ومرافق له في رحلة الصعود إلى السماء، كما كشفت الدراسة عن مشاركته في الطقوس الدينية إلى جانب معبودات أخرى، ما يعزز مكانته بين المعبودات الشمسية.
كما سلّطت الرسالة الضوء على رمزية هذا المعبود في الألقاب الكهنوتية والنصوص الطقسية، وتناولت ارتباطه بالقرابين والابتهالات، مما جعله معبودًا يحمل طابعًا شمسيًا وأزليًا وخالقًا في آنٍ واحد.
واعتمد الباحث في دراسته على تحليل نصوص ونقوش أثرية متعددة، مدعمًا أطروحته بمجموعة من الأشكال التوضيحية واللوحات والصور الأرشيفية، إلى جانب فهارس تفصيلية تشمل قائمة المعبودات، وأسماء الملوك والأفراد، والمواقع الجغرافية والأثرية ذات الصلة، بالإضافة إلى قائمة مراجع موسّعة تضم مصادر بالعربية واللغات الأجنبية.
وقد أشادت اللجنة بالجهد العلمي والبحثي الذي بذله الباحث، وأوصت في ختام المناقشة بمنحه درجة دكتوراه الفلسفة في الآثار المصرية بمرتبة الشرف الأولى، مع التوصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة وتبادلها مع الجامعات المصرية والعربية، نظرًا لما تمثّله من إضافة حقيقية إلى حقل الدراسات المصرية القديمة.
الرسالة فتحت أفقًا جديدًا أمام الباحثين لإعادة قراءة المعتقدات الدينية القديمة برؤية تحليلية معاصرة، وأكدت على استمرار الدور الحيوي الذي تلعبه جامعة جنوب الوادي في إثراء المعرفة الإنسانية بمجالاتها المتخصصة.