إشراقة الحضارة تتوهج من قلب إدفو في فعالية احتفالية مبهرة بأسوان
أسوان - محمد فتحي طايع
شهد معبد إدفو بمحافظة أسوان ليلة استثنائية جمعت بين عراقة التاريخ وروعة الحاضر، وذلك خلال فعالية "إشراقة الحضارة من قلب إدفو"، التي أقيمت تحت رعاية اللواء الدكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان، والذي أناب اللواء أيمن الشريف السكرتير العام للمحافظة لتمثيله في الفعالية، بحضور عدد من القيادات السياحية والأمنية، ومسؤولي الإدارة المركزية للمشاتى والسياحة، والوحدة المحلية لمركز ومدينة إدفو.
وجاء تنظيم هذه الفعالية بالتزامن مع الحراك السياحي والثقافي المتنامي الذي تشهده أسوان، التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي عاصمة للشباب والاقتصاد والثقافة الإفريقية، في خطوة استراتيجية تسهم في تعزيز الصورة الذهنية للمحافظة، والترويج لمقوماتها الاستثنائية.
وفي كلمة ألقاها نيابة عن المحافظ، أكد السكرتير العام على أن هذه الفعالية تمثل نافذة جديدة للترويج للمخزون الحضاري والثقافي الهائل الذي تتميز به أسوان، خاصة مدينة إدفو، التي تزخر بكنوز أثرية فريدة مثل المعبد التاريخي الذي يحمل نقوشًا تروي ملحمة الحضارة المصرية القديمة، مشيرًا إلى أن تنظيم مثل هذه الأنشطة يعيد إحياء روح الماضي العريق في قالب عصري، ويعزز من مكانة أسوان على خريطة السياحة العالمية.
وتضمنت الفعالية مجموعة متنوعة من الأنشطة التي عكست عبق التاريخ وروعة الفن، حيث شهدت إضاءة ساحرة للمعبد، تبعتها عروض الصوت والضوء التي جسدت الأساطير المصرية القديمة وسط أجواء بصرية وسمعية مدهشة، فضلًا عن عرض فيلم وثائقي تناول أبرز المعالم التاريخية بإدفو، واختُتم الحفل بعرض فني مميز لفرقة توشكى للفنون التلقائية، التي قدمت لوحات مستوحاة من التراث النوبي والأسواني الأصيل.
وحظيت الفعالية بإشادات واسعة من الحضور، الذين عبروا عن سعادتهم الغامرة بإحياء هذا التراث في أجواء احتفالية تبعث الفخر والانتماء بالهوية المصرية. وأكدوا أن مثل هذه الأنشطة لا تُعد مجرد فعاليات ترفيهية، بل هي بمثابة رسائل حضارية تعكس عمق الانتماء للمكان والزمان، وتُجدد الروابط بين الإنسان وأرضه.
وقد أعرب مسؤولو السياحة عن تفاؤلهم بأن تساهم هذه الفعالية في جذب مزيد من الزوار إلى إدفو وأسوان، في ظل توجه الدولة المصرية نحو دعم السياحة الثقافية وتعزيز الاستفادة من المواقع الأثرية باعتبارها قاطرة للتنمية.
وتمثل فعالية "إشراقة الحضارة من قلب إدفو" تجسيدًا لرؤية محافظة أسوان في أن تظل البوابة الملكية إلى إفريقيا، وجسرًا للتواصل مع شعوب القارة، وواجهة مشرفة تعكس عبقرية المصري القديم، الذي خطّ حضارته على جدران المعابد لتبقى منارات شاهدة على عظمة أمة لم تغب عنها الشمس يومًا.