إيران تؤكد: منشآت النفط آمنة والتزود بالوقود مستمر رغم القصف الإسرائيلي
في ظل التصعيد العسكري المفاجئ فجر اليوم على العاصمة الإيرانية طهران، أكدت السلطات الإيرانية أن قطاع النفط لم يتأثر بالهجمات، وأن عمليات التكرير وتوزيع الوقود في البلاد تسير بشكل طبيعي دون أي انقطاع.
وأوضحت الشركة الوطنية لتكرير وتوزيع النفط في بيان رسمي، أن منشآت النفط والتخزين في عموم البلاد لم تتعرض لأي أضرار جراء الغارات الإسرائيلية التي طالت عدة مواقع في طهران، مضيفة أن إمدادات الوقود لا تزال مستمرة في مختلف المحافظات، بشكل منتظم ومستقر.
وجاء هذا التأكيد في وقت يعيش فيه الشارع الإيراني حالة من الترقب والحذر بعد الضربات الإسرائيلية المفاجئة، التي استهدفت عدداً من المباني السكنية والمنشآت الحيوية، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء البارزين في البلاد.
وشملت قائمة القتلى رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، إلى جانب قائد مقر "خاتم الأنبياء" اللواء غلام علي رشيد. كما قُتل في القصف الدكتور محمد مهدي طهرانجي، رئيس جامعة "آزاد" الإيرانية وأحد أبرز العلماء النوويين، إضافة إلى فريدون عباسي، النائب البرلماني والرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
ورغم فداحة الخسائر البشرية التي لحقت بطهران، إلا أن استمرار أنشطة قطاع النفط دون تعطيل يعكس محاولة الحكومة الإيرانية الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، وطمأنة المواطنين حيال عدم تأثر الإمدادات الأساسية، وفي مقدمتها الوقود.
ويرى مراقبون أن إعلان طهران عن سلامة منشآتها النفطية قد يكون رسالة موجهة للأسواق الدولية، تهدف إلى تهدئة المخاوف من أي اضطرابات محتملة في الإمدادات النفطية، خاصة مع حساسية المنطقة وارتباطها بأسواق الطاقة العالمية.
هذا التصعيد، الذي يعد من أخطر التحركات العسكرية في السنوات الأخيرة، يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الإيرانية الإسرائيلية توتراً متصاعداً، وسط تحذيرات من انزلاق المنطقة نحو مواجهات أوسع قد تتجاوز حدود طهران وتل أبيب.
ويُنتظر أن تشهد الساعات المقبلة تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة، وسط أنباء عن عقد اجتماعات طارئة في مجلس الأمن الدولي وداخل الأوساط الإقليمية والدولية، لتقييم تبعات هذا الهجوم والتعامل مع تداعياته المحتملة.