مؤمن أشرف: من لا يتعلم الذكاء الاصطناعي سيجد نفسه خارج سوق العمل
كتبت: هدى العيسوي
أكد المهندس مؤمن أشرف، الخبير الدولي في أمن وتكنولوجيا المعلومات، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية تكنولوجية أو موجة عابرة، بل أصبح ركيزة حقيقية من ركائز الاقتصاد العالمي الجديد، مشيرًا إلى أن الشركات الكبرى لم تعد تطرح السؤال عن جدوى استخدامه، بل كيف توسّع نطاق توظيفه في جميع العمليات.
وأوضح أن أدوات الذكاء الاصطناعي اقتحمت بقوة عالم التجارة والإدارة والاستثمار، وأصبحت تلعب أدوارًا محورية في تحليل سلوك العملاء، وإدارة المخزون، والتنبؤ بحركة الأسواق، بل وتنفيذ عمليات مالية معقدة لحظيًا بدقة مذهلة. ومع ذلك، يظل الإنسان هو صانع القرار النهائي، إذ لا يمكن لأي خوارزمية أن تمتلك الوعي الأخلاقي أو البُعد الإنساني الذي يوجّه القرارات الكبرى.
وأشار مؤمن أشرف إلى أن الاقتصاد الرقمي لم يعد محصورًا في قواعد بيانات أو جداول تحليلية، بل دخلنا مرحلة تتعامل فيها الأنظمة الذكية مع المؤشرات في الزمن الحقيقي، وتتعلم منها باستمرار. إلا أن الخطر الحقيقي لا يكمن في تطور هذه التقنيات، بل في تأخر الإنسان عن اللحاق بها.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لا يُقصي البشر، لكنه يقصي كل من لا يسعى لتعلمه أو تطوير أدواته، مؤكدًا أن من لا يواكب هذا التحول الرقمي الهائل، سيجد نفسه عاجزًا عن البقاء في سوق العمل، الذي أصبح يشترط امتلاك مهارات التعامل مع النظم الذكية.
وعن التحديات المصاحبة، شدد على أن الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا يفرض ضرورة بناء بنية تحتية سيبرانية قوية وآمنة، قادرة على حماية البيانات وتأمين الأنظمة من التهديدات الرقمية المتزايدة، وهو ما يتطلب كوادر مؤهلة في مجال الأمن السيبراني بنفس قدر الحاجة لمبرمجين ومطوري أنظمة.
واختتم الخبير الدولي حديثه بالتأكيد على أن التحول الرقمي لا يجب أن يتوقف عند امتلاك الأدوات، بل ينبغي أن يمتد إلى الثقافة المجتمعية والتعليم والتشريعات القانونية، حتى لا يبقى الذكاء الاصطناعي مجرد ظاهرة تقنية، بل يتحول إلى محرك فعلي للنمو والتنمية المستدامة.