وزير التعليم العالي ومحافظ دمياط ورئيس الجامعة يعيدون الحياة لـ"جسر الحضارة"
كتب- أ. د. السيد الشربيني
في مشهد يجمع بين عبق التاريخ وطموحات الحاضر، قام الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بجولة تفقدية لكوبري دمياط التاريخي الشهير بـ"جسر الحضارة"، يرافقه الدكتور حمدان ربيع المتولي، رئيس جامعة دمياط، والدكتور أيمن الشهابي، محافظ دمياط، وذلك ضمن زيارته الرسمية للمحافظة على هامش اجتماع المجلس الأعلى للجامعات الذي تستضيفه جامعة دمياط اليوم السبت 28 يونيو 2025.
جاءت الزيارة بعد تفقد الوفد لمبنى مستشفى الغالي الجامعي، حيث توجهوا إلى الكوبري الذي يحمل في طياته ذاكرة عمرها يزيد عن قرن، إذ أُنشئ عام 1890، في نفس عام إنشاء برج إيفل، وبنفس التقنية والمواد الإنشائية، وكان أول موقع له على نهر النيل بإمبابة قبل أن يُنقل إلى دمياط عام 1927، ليستقر أخيرًا في موقعه الحالي أمام مكتبة مصر العامة عام 2007، في خطوة هندسية فريدة بتوقيع الدكتور محمد فتحي البرادعي، محافظ دمياط ووزير الإسكان الأسبق، الذي صمّم زاوية ميل الكوبري بواقع 34 درجة محاكاةً لوضعه الأصلي.
وقدم المحافظ شرحًا وافيًا للوفد الوزاري عن الجسر الذي تحوّل لسنوات إلى مركز إشعاع ثقافي وفني، قبل أن تطاله يد الإهمال والعبث عقب أحداث ثورة يناير 2011. وفي عام 2021، استعادت محافظة دمياط الوعي بأهميته من خلال توقيع بروتوكول تعاون مع شركة موبكو، برعاية المحافظ آنذاك الدكتورة منال عوض، لتطوير الكوبري بالتعاون مع شركة المقاولون العرب، التي سبق لها الإشراف على عملية نقله.
وشمل مشروع التطوير أعمال ترميم شاملة للهيكل المعدني، ومعالجته ضد التآكل والعوامل الجوية، إلى جانب تزويده بالبنية التحتية الحديثة، وإنشاء ساحة أمامية متكاملة تضم مسرحًا مفتوحًا، ومناطق للأنشطة الثقافية والفنية، لتتحول المنطقة إلى مركز حضاري مفتوح للجمهور.
الدكتور أيمن الشهابي، محافظ دمياط، أشار إلى أن شركة المقاولون العرب حصلت في العام الماضي على جائزة منصة ENR العالمية تقديرًا لمشروع ترميم الكوبري، معتبرًا أن الجسر اليوم يعيش لحظة بعث جديدة تؤهله ليكون منارة للفنون والثقافة والعلوم، وواجهة مشرقة لدمياط.
وفي ختام الجولة، أشار الشهابي إلى أنه تم إنشاء كوبري معدني حديث في عهد الدكتور البرادعي ليكون مخصصًا لعبور السيارات، بينما يُطرح الكوبري التاريخي اليوم كفرصة استثمارية واعدة بفضل موقعه المتميز وقيمته التاريخية والثقافية، في مشهد يُجسّد كيف يمكن للتاريخ أن يُبعث من جديد بروح التنمية والمستقبل.