صاروخ فتاح الإيراني.. سلاح فرط صوتي يتحدى الدرع الإسرائيلي
كشف الحرس الثوري الإيراني عن تفاصيل جديدة حول استخدام صاروخ "فتاح" الفرط صوتي خلال الموجة الحادية عشرة من عملية "الوعد الصادق 3"، والتي وُصفت بأنها شكلت ضربة نوعية أربكت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وأكدت على تطور الترسانة الإيرانية في مجال الصواريخ الباليستية.
الصاروخ الذي يُعد الأول من نوعه في إيران، استطاع وفقًا لبيانات الحرس الثوري أن يخترق الدرع الصاروخي الإسرائيلي، مانحًا ما وصفته طهران بـ"السيطرة الجوية" على المجال المستهدف، وأرسل رسالة واضحة ـ بحسب البيان ـ إلى من وصفهم بـ"محرضي الحرب وداعمي تل أبيب".
وتشير المواصفات الفنية لصاروخ فتاح إلى أنه فرط صوتي يصل مداه إلى 1400 كيلومتر، ويتميز بقدرته على المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض، مما يجعله قادرًا على تجاوز أنظمة الرصد والدفاع الجوي المتطورة.
ويبلغ طول الصاروخ الإجمالي 13 مترًا و60 سنتيمترًا، ويصل قطره إلى 80 سنتيمترًا. يتكون من جزأين رئيسيين، الأول محرك طوله 10 أمتار يعمل بالوقود الصلب، ينفصل قبل بلوغ الهدف بمرحلة، أما الجزء الثاني، فهو الرأس الحربي بطول 3 أمتار و60 سنتيمترًا، ويحتوي على محرك كروي وفوهة متحركة تتيح له تغيير مساره بشكل حاد للتهرب من الدفاعات الجوية المعادية.
ويتمتع الصاروخ بسرعة تتراوح بين 13 و15 ماخ قبل إصابة الهدف، وهي سرعة تمكنه من الإفلات من معظم أنظمة الإنذار المبكر، ويُقال إنه يستطيع تنفيذ مناورات دقيقة ومعقدة في مراحل الطيران الأخيرة.
وكانت إيران قد كشفت عن الصاروخ لأول مرة في عام 2023، واعتبر آنذاك قفزة نوعية في تطوير قدرات الردع الإيرانية. وتؤكد مصادر إيرانية أن تطوير هذا النوع من الأسلحة يندرج ضمن استراتيجيتها الدفاعية، وتراه حقًا مشروعًا لها في ظل تصاعد التهديدات الإقليمية.
ويأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متصاعدة، لا سيما في ظل التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من سباق التسلح والتكنولوجيا الصاروخية في المنطقة.