recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يرسم مشهدًا جديدًا.. من خرج منتصرًا؟

 

وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يرسم مشهدًا جديدًا.. من خرج منتصرًا؟

وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يرسم مشهدًا جديدًا.. من خرج منتصرًا؟


بعد 12 يومًا من التصعيد العسكري غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، وضعت هدنة بوساطة دولية حدًا لحرب وصفت بأنها الأعنف منذ عقود بين الخصمين اللدودين. حرب جمعت بين الضربات الجوية والصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وتركت خلفها خسائر بشرية ومادية ثقيلة، وأسئلة معلّقة عن توازن القوة والنفوذ في المنطقة.


الحرب التي اندلعت إثر سلسلة من التوترات المتصاعدة، اتسمت بحدة عملياتها واتساع نطاقها، حيث تبادل الطرفان القصف والهجمات النوعية على منشآت استراتيجية، ما جعلها محط أنظار العالم بأسره.


إيران.. هجمات مكثفة وأهداف استراتيجية

بحسب ما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي، أطلقت إيران ما بين 500 إلى 550 صاروخًا باليستيًا، وأكثر من ألف طائرة مسيّرة هجومية نحو العمق الإسرائيلي. أسفرت هذه الهجمات عن مقتل 28 شخصًا بينهم 27 مدنيًا، وإصابة المئات بجروح متفرقة، إلى جانب تضرر واسع في البنية التحتية.


الدفاعات الإيرانية نجحت في إسقاط طائرتين تجسسيتين تابعتين لسلاح الجو الإسرائيلي، فيما تمكنت بعض الهجمات من إصابة أهداف ذات حساسية بالغة، أبرزها منشآت شركة بازان في حيفا، ومعهد وايزمان العلمي، إضافة إلى عشرات المواقع العسكرية والمدنية، وهو ما ألحق دمارًا ملحوظًا وأدى إلى نزوح عشرات الأسر.


إسرائيل.. ضربات دقيقة ضد المنشآت النووية

في المقابل، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية واسعة أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت خلالها البنية التحتية النووية والعسكرية لإيران. وأفادت التقارير بأن إسرائيل دمرت بشكل جزئي أو كلي منشآت نطنز وفوردو وأصفهان النووية، إلى جانب مواقع حساسة في طهران ومراكز إنتاج أجهزة الطرد المركزي.


وشملت العمليات أيضًا اغتيال 15 عالمًا نوويًا إيرانيًا، وعدد من كبار القادة العسكريين في الحرس الثوري وقوة القدس، ما اعتبر ضربة قوية للقدرات القيادية والتقنية لإيران.


وعلى صعيد الدفاع الجوي، تمكنت إسرائيل من اعتراض ما يقرب من 99.99% من الطائرات المسيّرة الإيرانية، حيث اخترقت الأجواء طائرة واحدة فقط، أصابت منزلاً دون وقوع إصابات. كما دمرت إسرائيل نحو 1000 صاروخ قبل إطلاقها، و65% من منصات الإطلاق، وأكثر من 80 بطارية دفاع جوي.


التدخل الأمريكي وكواليس المعركة

الولايات المتحدة شاركت بدور مباشر إلى جانب إسرائيل، سواء في العمليات الدفاعية أو في قصف منشآت نووية إيرانية محصنة، مثل منشأة فوردو. هذا التدخل شكل دعمًا حاسمًا لتفوق إسرائيل الجوي والتقني خلال المعركة.


أما حلفاء إيران الإقليميون، فغابوا عن المواجهة الفعلية. "حزب الله" لم يطلق رصاصة واحدة، والميليشيات العراقية بقيت صامتة، بينما اكتفى الحوثيون بإطلاق صاروخين خلال 12 يومًا.


قراءة أولية للنتائج

ورغم الخسائر التي لحقت بالطرفين، إلا أن إسرائيل خرجت عسكريًا منتصرة من المعركة من حيث تدمير القدرات الاستراتيجية الإيرانية وإضعاف بنيتها النووية. أما إيران، فرغم فاعلية هجماتها واتساع رقعتها، لم تحقق اختراقًا نوعيًا في الدفاعات الإسرائيلية، لكنها أوصلت رسالة مفادها أن عمق إسرائيل لم يعد محصنًا.


ويجمع المراقبون على أن الطرفين خرجا من الحرب بجرح مفتوح: إسرائيل بنتائج عسكرية ملموسة ولكنها في مرمى نيران مستقبلية، وإيران بخسائر فادحة ولكنها عززت من شعبيتها الداخلية في ظل استعراض القدرة على الرد.


وهكذا، انتهت جولة جديدة من الصراع الطويل بين طهران وتل أبيب، لكن وقف إطلاق النار لا يعني نهاية الصراع، بل مجرد هدنة مؤقتة في معركة نفوذ لا تعرف الهدوء.


google-playkhamsatmostaqltradent