رئيس تعليم الكبار يكرم شابًا من ذوي الهمم بعد اجتيازه امتحان محو الأمية
كتب - حسن سليم
قام المهندس رائد هيكل، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، بزيارة خاصة إلى منزل الدارس حازم محمد إبراهيم، أحد ذوي الهمم، لتكريمه وتسليمه شهادة محو الأمية بعد اجتيازه الامتحانات بنجاح، مؤكدًا أن ما حققه حازم يمثل نموذجًا ملهمًا للإرادة التي تتجاوز التحديات وتنتصر على الصعوبات.
جرت الزيارة الأحد 15 يونيو 2025، بحضور المستشار خالد فؤاد حافظ، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، والأستاذ محمد بشر، مدير عام فرع الهيئة بالقاهرة، والدكتور وليد حويلة، مدير التدريب، والأستاذ إيهاب سعيد، مدير العلاقات العامة، وعدد من قيادات الهيئة، في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بضرورة الوصول إلى الفئات الأولى بالرعاية، وتطبيقًا لرؤية وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني التي تؤكد أن "التعليم حق للجميع دون تمييز".
وقال المهندس رائد هيكل خلال الزيارة إن تكريم حازم لا يقتصر على تسليم شهادة دراسية، بل هو تأكيد عملي على التزام الهيئة برؤية الدولة المصرية القائمة على دمج جميع فئات المجتمع، موضحًا: ما قمنا به اليوم هو واجب وطني وإنساني قبل أن يكون إجراءً مؤسسيًا، لأن حازم لم يتجاوز فقط أمية الحروف، بل تجاوز أيضًا أمية النظرة التقليدية التي قد تحاصر ذوي الهمم.
وأضاف: نحن لا ننتظر أن يأتي الدارس إلينا، بل نذهب إليه حيث يكون، ونسعى إلى توفير بيئة تعليمية دامجة تتيح له التعلم في ظروف مناسبة، لأننا نؤمن أن أصحاب الهمم جزء أصيل من نسيج الوطن، ومن حقهم أن يحصلوا على تعليم محترم ومتكافئ.
وختم هيكل تصريحاته بالتأكيد على أن الهيئة العامة لتعليم الكبار تعمل وفق رؤية مصر 2030، وتولي أهمية خاصة لتمكين الفئات المهمشة، مشيرًا إلى أن قصة حازم تمثل انتصارًا لإرادة الإنسان، وأن الهيئة ستستمر في دعم كل من يسعى للتعلم مهما كانت ظروفه.
من جانبه، قال المستشار خالد فؤاد حافظ، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، إن زيارة رئيس الهيئة لتكريم أحد الدارسين من ذوي الهمم تمثل تجسيدًا فعليًا لروح الجمهورية الجديدة، التي لا تُقصي أحدًا، وتحرص على إتاحة الفرص للجميع، وأضاف: "ما نشهده اليوم هو تطبيق حي لمبادئ العدالة الاجتماعية، التي تجعل من التعليم وسيلة لتمكين الإنسان وتعزيز مشاركته في المجتمع".
وأكد أن دعم تعليم الكبار، خصوصًا من أصحاب الهمم، مسؤولية تشاركية بين الدولة والأحزاب والمجتمع المدني، مشيرًا إلى أن الحزب يدعم بقوة مثل هذه المبادرات، وينادي بتكرارها في مختلف المحافظات، باعتبار أن محو الأمية لا يقتصر على المعرفة، بل يشكل نقطة انطلاق نحو حياة أفضل.
وخلال لحظة التكريم، بدا التأثر على وجه الشاب حازم الذي أمسك بشهادته مبتسمًا، وقال بصوت متلعثم لكنه عميق المعنى: "أنا اتعلمت… وبكتب اسمي… بابا وماما هم السبب. زمان كنت مش بعرف أمشي كويس، لكن دلوقتي بمشي بعقلي وبقلمي… والشهادة دي أول خطوة في حياتي".
وقال والده بتأثر: ابني علّمني إن القوة مش في الجسد، لكن في العقل والإصرار. ما فعله اليوم هو رسالة لكل أسرة عندها طفل من ذوي الهمم: ما تستسلموش، ادّوهم فرصة.
فيما قالت والدته، بعيون دامعة: ابني مش مختلف، هو موهوب بطريقة مختلفة، وإحنا دورنا نفتح له الباب. أنا مش بس أم حازم، أنا أم لكل طفل محتاج دعم وتشجيع.
واختتمت الأسرة حديثها بتوجيه الشكر إلى الهيئة العامة لتعليم الكبار على هذه المبادرة الإنسانية، التي أعادت الثقة لحازم وأكدت أن الدولة لا تنسى أبناءها، بل تساندهم وتحتفي بهم في لحظات النجاح.
ويمثل تكريم حازم إبراهيم رسالة أمل لكل من يسعى للتغيير رغم الصعوبات، ويؤكد أن محو الأمية ليس نهاية الطريق، بل بدايته الحقيقية نحو مستقبل مشرق، يتساوى فيه الجميع على أرضية التعليم والكرامة والحق في الحياة.
