ما هو صاروخ توماهوك؟.. سلاح الدقة الأميركية الذي هز المنشآت النووية الإيرانية
في خضم التصعيد العسكري الأخير بين واشنطن وطهران، برز اسم صاروخ "توماهوك" مجددًا إلى واجهة الأحداث، بعدما أعلنت وسائل إعلام أمريكية استخدام نحو 30 صاروخًا من هذا الطراز في الهجوم الأميركي على منشآت نووية إيرانية حيوية.
الضربات التي استهدفت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، شاركت فيها أيضًا قاذفات الشبح الأميركية من طراز B-2، والتي نفّذت هجمات دقيقة وعادت إلى قواعدها دون تسجيل أي خسائر، بحسب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصف العملية بـ"النجاح العسكري الباهر". وأكد ترامب أن هذه العملية وجّهت رسالة واضحة إلى العالم عن قدرات الجيش الأميركي ودقته في تنفيذ العمليات المعقدة.
من جانبها، أعلنت السلطات الإيرانية أن المنشآت الثلاث كانت قد أُخليت من العاملين والمعدات الحساسة قبل الهجوم، مما قلل من حجم الخسائر، كما نفت حدوث أي تسرب إشعاعي أو تأثر لمخزونات اليورانيوم، التي تم نقلها مسبقًا إلى مواقع أخرى أكثر أمانًا.
ما هو صاروخ توماهوك؟
يُعد صاروخ توماهوك من أبرز الأسلحة الهجومية في الترسانة الأميركية، وهو صاروخ كروز بعيد المدى مخصص لضرب الأهداف الاستراتيجية بدقة متناهية، ويُطلق من السفن الحربية أو الغواصات، سواء في البحرية الأميركية أو البريطانية.
ظهر لأول مرة في حرب الخليج عام 1991، ومنذ ذلك الحين تحول إلى أيقونة في العمليات العسكرية الأميركية، إذ أُطلق منه أكثر من 2300 صاروخ في مسارح عمليات مختلفة، من العراق إلى ليبيا وسوريا، وصولًا إلى الهجوم الأخير على إيران.
**قدرات خارقة ومواصفات تقنية عالية**
يمتلك توماهوك القدرة على التحليق على ارتفاعات منخفضة جدًا، ما يجعله صعب الرصد من قبل الرادارات التقليدية، كما أنه يعتمد على أنظمة توجيه متطورة، تمكّنه من تفادي الدفاعات الجوية والتحليق بمسارات مموهة نحو أهدافه.
تم تطوير عدة أجيال من هذا الصاروخ، أبرزها:
* بلوك II: دخل الخدمة عام 1984.
* بلوك III: ظهر عام 1993 بتحديثات في المدى والدقة.
* بلوك IV: ظهر في 2004، ويتميز بإمكانية إعادة برمجته أثناء الطيران عبر الأقمار الصناعية، وتغيير الأهداف أو تأجيل الضربات حتى اللحظة المناسبة، بل وإرسال صور مباشرة لموقع الهدف بعد التنفيذ.
* بلوك V: الأحدث حاليًا، ويشمل نسختين؛ الأولى (Va) تستهدف السفن المتحركة، والثانية (Vb) تضم رؤوسًا حربية متعددة التأثير.
المواصفات الفنية للصاروخ:
* الطول: 6.2 متر
* القطر: 53 سم
* باع الجناح: 2.6 متر
* الوزن: حوالي 1500 كيلوجرام
* المحرك: توربيني من طراز Williams International
* السرعة: تحت سرعة الصوت
* السعر: حوالي 2.4 مليون دولار للوحدة (وفقًا لتقديرات عام 2022)
ويمثّل هذا الصاروخ خيارًا مثاليًا للقادة العسكريين عند الرغبة في توجيه ضربات سريعة ودقيقة لأهداف حساسة دون الحاجة إلى إرسال طائرات مأهولة أو قوات على الأرض، مما يقلل من المخاطر البشرية ويُحقق عنصر المفاجأة في أي عملية عسكرية.
دور استراتيجي وتكتيكي فريد
تمكّن توماهوك عبر العقود من حجز موقعه كعنصر حاسم في الخطط العسكرية الأميركية، لا سيما في العمليات التي تتطلب توازنًا بين الدقة والسرعة والفاعلية. ويمنح هذا السلاح صانعي القرار قدرة استثنائية على شن ضربات استباقية أو تأديبية في عمق أراضي الخصم، ما يجعله جزءًا أساسيًا من أدوات الضغط العسكري والسياسي.
في ظل الأزمات المتفاقمة في الشرق الأوسط، يثبت صاروخ توماهوك مجددًا أنه ليس مجرد قطعة معدنية تنطلق في الهواء، بل هو رمز لتحوّل استراتيجي في إدارة المعارك والردع على الساحة الدولية.