"آخر الشهر" حملة توعوية بطابع ترفيهي لتعزيز الوعي المالي لدى الشباب المصري
كتب - حسن سليم
في محاولة جادة لمواجهة مشكلة الأمية المالية المنتشرة بين الشباب المصري، أطلق مجموعة من طلاب جامعة مصر الدولية حملة توعوية مبتكرة تحمل اسم "آخر الشهر"، وذلك ضمن مشروع تخرجهم لهذا العام، بهدف تعليم الجيل الجديد أساسيات الثقافة المالية بأسلوب عصري يناسب اهتماماتهم ويواكب طريقة تفكيرهم.
تستهدف الحملة الفئة العمرية من 16 إلى 24 عامًا، وهي المرحلة التي تمتد من سنوات الدراسة الثانوية إلى ما بعد التخرج من الجامعة، حيث يبدأ كثير من الشباب أولى خطواتهم نحو الاستقلال المالي، وغالبًا دون معرفة كافية بكيفية إدارة دخلهم اليومي، أو حتى كيفية اتخاذ قرارات مالية بسيطة.
جاء اسم الحملة من عبارة متكررة في أحاديثهم اليومية: "خليها آخر الشهر"، التي تعكس بدقة الحالة المعيشية التي يمر بها كثيرون مع اقتراب نهاية الشهر، عندما تتراجع القدرة على الإنفاق وتتلاشى النقود من المحافظ.
مع تدهور الأوضاع الاقتصادية عامًا بعد عام، بدأ مؤسسو الحملة يشعرون بأهمية معالجة هذا القصور في الوعي المالي. فعلى الرغم من اقتراب بعضهم من التخرج، اكتشفوا أنهم لا يمتلكون معلومات كافية عن الأمور الأساسية كفتح حساب مصرفي، أو بداية الاستثمار، أو فهم منظومة الضرائب. ولعل الأكثر لفتًا للنظر هو ما كشفه بحثهم بين أقرانهم: الجميع تقريبًا يتهرب من تعلّم هذه المهارات لأن المحتوى المالي غالبًا ما يقدم بطريقة تقليدية جافة، لا تلائم أسلوب حياتهم.
وهنا انطلقت الحملة برؤية جديدة قادها فريق من ثمانية طلاب هم: ليلى أحمد، لما عبد الجليل، جنى ياسر، ملك طارق، سارة علاء الدين، إياد صادق، ريتاج علاء، ورهف عماد، بإشراف أكاديمي من الدكتورة نهال الخردلي والأستاذة سلمى السمنودي.
اعتمد الفريق في تصميم الحملة على المزج بين المعلومات المالية الدقيقة والطرح الترفيهي الجذاب، وقدموا محتوى بصريًا سهل الفهم على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة "إنستغرام"، الذي يعد المنصة الأكثر استخدامًا بين الفئة المستهدفة.
واستطاع فريق "آخر الشهر" أن يحوّل مفاهيم مثل الموازنة الشخصية، الفرق بين أنواع البطاقات البنكية، وأساليب الادخار، إلى موضوعات سهلة التناول، مليئة بالرسومات والأمثلة التي تمس حياة الشباب اليومية.
وتحمل الحملة وعدًا بتغيير النظرة التقليدية إلى التعلم المالي، إذ تسعى لتقديم محتوى يجعل من الثقافة المالية موضوعًا مشوقًا، يليق بروح الشباب ويُشعرهم بأنه جزء من أدوات نجاحهم واستقلالهم.
مشروع "آخر الشهر" ليس مجرد حملة توعوية، بل هو بداية حقيقية لتشكيل وعي مالي جديد، يقوده شباب يعرفون تمامًا حجم التحديات، ويملكون الحافز لصياغة واقع أفضل لأبناء جيلهم، واقع يُبنى على الفهم والمعرفة، لا على العشوائية و"تأجيل الحلول حتى آخر الشهر".
للاطلاع على محتوى الحملة:
صفحة الإنستغرام:
www.instagram.com/akherelshahr