إيران تغير اسم شارع خالد الإسلامبولي إلى حسن نصر الله في بادرة دبلوماسية لتحسين العلاقات مع مصر
أعلنت بلدية طهران رسميًا تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي، الذي كان يحمل اسم قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، إلى اسم الأمين العام الراحل لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في خطوة أثارت تفاعلًا سياسيًا وإقليميًا واسعًا، واعتُبرت مؤشراً على رغبة طهران في فتح صفحة جديدة مع القاهرة.
القرار، الذي صدر عن مجلس بلدية طهران خلال جلسته العلنية رقم 334، جاء بناءً على توصية اللجنة المعنية بتسمية وتغيير أسماء الأماكن والشوارع العامة في العاصمة الإيرانية، ليُعلن بذلك نهاية لعقود من الجدل حول تسمية الشارع الذي شكل نقطة توتر رمزية بين مصر وإيران.
وقال السفير محمد حسين سلطاني فرد، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، إن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين القاهرة وطهران، مشيرًا إلى أن المبادرة تعبّر عن رغبة صادقة من الجانب الإيراني لتجاوز إرث الماضي والانطلاق نحو تعاون أوثق مع مصر.
وشهدت الأشهر الماضية نشاطاً دبلوماسياً لافتاً بين البلدين، تمثل في زيارات قام بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة، حيث التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، ضمن محاولات مستمرة لتقريب وجهات النظر ومعالجة الملفات العالقة.
وفي تعليق له على الخطوة، كشف وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي أن إيران كانت قد أبدت رغبتها منذ سنوات في تغيير اسم الشارع كنوع من التصالح الرمزي، موضحاً أن المساعي بدأت فعليًا منذ عام 2009 خلال زيارته لطهران، لكنها تعثرت مراراً بسبب تطورات سياسية في الإقليم.
وأضاف العرابي أن القرار الأخير يمثل مراجعة مهمة من قبل إيران، لكنه لا يغير من ثوابت الموقف المصري تجاه العلاقة مع طهران، مشيرًا إلى أن القاهرة تنظر إلى هذه الخطوة كإشارة إيجابية لكنها غير كافية في حد ذاتها لتطبيع شامل، إذ توجد محددات مصرية واضحة لأي انفتاح سياسي أو دبلوماسي.
من جهته، وصف الدكتور ناجح إبراهيم، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، القرار الإيراني بأنه خطوة متأخرة ولكنها "محترمة ومطلوبة"، معتبرًا أن الاحتفاء في السابق باسم قاتل رئيس عربي خاض حربًا ضد إسرائيل كان خطأ سياسيًا وأخلاقيًا لا يتسق مع قيم الاحترام بين الشعوب.
أما الدكتورة شيرين فهمي، أستاذة العلوم السياسية، فرأت في الخطوة مؤشراً على تحول في عقلية النظام الإيراني تجاه مصر، معتبرة أنها تمهد لخلق مناخ جديد من الثقة المتبادلة وتفتح الباب أمام تفاهمات مستقبلية في ملفات إقليمية حساسة، مؤكدة أن السياسة المصرية لا تبني قراراتها على الرموز أو الأسماء، لكنها تقرأ مثل هذه الخطوات في سياقها الدبلوماسي الواسع.
الجدير بالذكر أن شارع خالد الإسلامبولي في طهران كان مثار خلاف تاريخي بين مصر وإيران، وقد ارتبط اسمه بفترة من التوتر السياسي عقب اغتيال السادات في عام 1981، وهو ما جعل إعادة تسميته مطلبًا متكرراً في أروقة السياسة والدبلوماسية المصرية. واليوم، وبعد نحو أربعة عقود، تأتي هذه الخطوة كرسالة رمزية من طهران إلى القاهرة، في ظل واقع إقليمي متغير يبحث عن مداخل للتهدئة والتعاون.