باحث بالجامعة المصرية الروسية يحصد المركز الثالث عربياً في مجال الذكاء الاصطناعي الطبي
كتبت - هدى العيسوي
حقق الدكتور محمد علي سالم، المدرس بقسم الذكاء الاصطناعي بكلية الذكاء الاصطناعي في الجامعة المصرية الروسية، إنجازاً علمياً جديداً بفوزه بالمركز الثالث على مستوى الوطن العربي في المسابقة العربية البحثية لأفضل بحث أكاديمي في مجالي الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، والتي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الرابعة من المؤتمر الدولي لأمن المعلومات والأمن السيبراني "CAISEC’25"، بتنظيم من المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات، وبرعاية اتحاد مجالس البحث العلمي العربية.
وقد تم تكريم الدكتور محمد علي سالم من قبل الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في حفل ختام المؤتمر، بحضور نخبة من العلماء والباحثين، حيث يأتي هذا التكريم تتويجاً لبحثه الرائد الذي يقدم نموذجاً مبتكراً في استخدام الذكاء الاصطناعي لتشخيص العقد الدرقية بدقة عالية عبر صور الأشعة فوق الصوتية، باستخدام تقنيات تعليم بإشراف ضعيف، وهي نقلة نوعية في مجال التطبيقات الطبية للذكاء الاصطناعي.
من جانبه، أعرب الدكتور شريف فخري محمد عبد النبي، رئيس الجامعة المصرية الروسية، عن فخره بهذا الإنجاز الذي يعكس المستوى العلمي الرفيع لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، مشيداً بالدعم المتواصل من مجلس الأمناء برئاسة الدكتور محمد كمال مصطفى لتعزيز البحث العلمي وربطه باحتياجات المجتمع.
وأوضح الدكتور هشام فتحي، عميد كلية الذكاء الاصطناعي بالجامعة، أن البحث يفتح آفاقاً واعدة أمام استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تشخيص الحالات الطبية بدقة وسرعة دون الحاجة إلى عمليات توصيف معقدة أو مكلفة، مشيراً إلى أن هذا التوجه يتماشى مع التقدم العالمي في دمج التكنولوجيا بالمنظومة الصحية وتحسين جودة الرعاية الطبية.
أما عن تفاصيل النموذج المبتكر، فقد أشار الدكتور محمد علي سالم إلى أن البحث يحمل عنوان "Weakly-supervised thyroid ultrasound segmentation: Leveraging multi-scale consistency, contextual features, and bounding box supervision for accurate target delineation"، ويعتمد على إطار عمل ذكي يستخدم مربعات التحديد فقط لتوصيف الصور، وهي تقنية أسرع وأسهل في الإنشاء مقارنة بالتوصيف الكامل.
ويعتمد النموذج على أربع تقنيات رئيسية لتحسين دقة التشخيص، تشمل التنبؤ الهرمي لضمان تمركز العقيدات داخل الصورة، والتكامل السياقي الذي يساعد على التمييز بين العقدة والخلفية، والتحسين متعدد المقاييس لفهم النسيج المحيط بدقة، بالإضافة إلى دمج التفاصيل الدقيقة لمعالجة الصورة على أكثر من مستوى.
وقد حقق النموذج نتائج مذهلة على مجموعتي بيانات TG3K وTN3K، حيث اقتربت دقة النتائج من مستويات التعليم الكامل، مع تقليل ملحوظ في الوقت والجهد اللازمين لإعداد البيانات. وأوضح الدكتور سالم أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو إدماج هذه التقنية في الاستخدام الإكلينيكي داخل المستشفيات، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى متخصصين في تحليل الصور الطبية.
وأكد أن أهمية البحث تكمن في توفير حلول عملية للمؤسسات الصحية، حيث يساعد الأطباء على تقليص زمن التشخيص وتحسين دقة الكشف، خاصة في المستشفيات الريفية أو العيادات الصغيرة التي تعاني من نقص الكوادر المدربة، وهو ما يجعل من هذا النموذج أداة فعالة لتحسين الرعاية الصحية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ويعكس هذا الإنجاز التقدم الذي تحرزه المؤسسات الأكاديمية المصرية في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا، كما يعزز من مكانة الجامعة المصرية الروسية كمركز علمي متميز يسهم في إنتاج المعرفة وتطبيقاتها العملية لخدمة المجتمع العربي والدولي.