خبير جيولوجي: مصر أنفقت 500 مليار جنيه لمواجهة أزمة سد النهضة بمشروعات مائية عملاقة
أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن السياسات الأحادية التي اتبعتها إثيوبيا في ملف سد النهضة أسفرت عن حجز نحو 60 مليار متر مكعب من المياه، كانت مخصصة للمصب المصري، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن المائي لمصر التي تعتمد بشكل شبه كلي على مياه نهر النيل.
وأوضح شراقي، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، أن الكميات التي تم احتجازها تعادل تقريبًا الحصة السنوية لمصر من مياه النيل والبالغة 55.5 مليار متر مكعب، وهو ما يكشف حجم الضرر الواقع على مصر نتيجة الإجراءات الإثيوبية التي وصفها بأنها تتنافى مع اتفاق إعلان المبادئ الموقع في 2015، والذي ينص بوضوح على التعاون في الملء الأول وتشغيل السد.
وأشار إلى أن مصر لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التطورات، بل بادرت إلى إطلاق خطة قومية متكاملة تهدف إلى تعظيم الاستفادة من كل قطرة مياه، حيث نفذت عددًا من المشروعات الكبرى لمعالجة وإعادة استخدام المياه، من بينها محطات "بحر البقر" و"المحسمة" و"الحمام"، والتي تُعد من الأضخم عالميًا في هذا المجال.
كما لفت إلى أن مصر وسّعت من تطبيق أنظمة الري الحديث، وأعادت النظر في التركيب المحصولي بهدف تقليل الاستهلاك، وهو ما ساهم في تعزيز كفاءة إدارة الموارد المائية.
وكشف شراقي أن التكلفة الإجمالية لهذه المشروعات تجاوزت 500 مليار جنيه، وهو ما يعكس حجم التحدي الذي واجهته الدولة المصرية، والجدية التي تعاملت بها مع هذا الملف شديد الحساسية.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن مصر لا تزال متمسكة بالحلول الدبلوماسية لحماية حقوقها التاريخية في مياه النيل، بالتوازي مع مواصلة تنفيذ المشروعات الاستراتيجية لضمان استدامة الموارد المائية للأجيال القادمة.