مؤمن أشرف: الذكاء الاصطناعي يغذي الهجمات السيبرانية على البنية التحتية في الدول النامية والتحرك العاجل ضرورة
كتبت - هدى العيسوي
أكد المهندس مؤمن أشرف، الخبير الدولي في أمن وتكنولوجيا المعلومات، أن موجة جديدة من الهجمات السيبرانية بدأت تضرب البنية التحتية الرقمية في عدد من الدول النامية، وسط تصاعد ملحوظ في محاولات اختراق قواعد البيانات الحكومية والمصرفية خلال الأيام القليلة الماضية.
وأشار إلى أن هذه الهجمات لا تأتي من جهات عشوائية، بل تقف خلفها مجموعات منظمة تدير عملياتها عبر شبكات معقدة وعابرة للحدود، وتحصل على تمويل يتيح لها تطوير أدوات اختراق متقدمة، بعضها يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يجعل عملية تتبعها أو التصدي لها أكثر صعوبة وتعقيدًا.
وحذر أشرف من أن استمرار التغاضي عن هذا التهديد يفتح الباب أمام كارثة معلوماتية تهدد الأمن القومي والاقتصادي للدول النامية، مشددًا على أن التحرك العاجل لم يعد خيارًا بل ضرورة ملحّة. وأضاف أن الواقع يفرض ضرورة تبني استراتيجيات تأمين سيبراني على المستوى الوطني، تشمل مراجعة البنية التقنية للمؤسسات، وتحصينها بأنظمة حماية حديثة تتماشى مع تطور تقنيات الاختراق.
كما لفت إلى أن ضعف الإمكانيات التقنية لبعض القطاعات الحكومية والمؤسسات الخدمية يجعلها هدفًا مفضلًا لهذه الهجمات، داعيًا إلى تخصيص موارد عاجلة لتأهيل الكوادر الفنية، وتحديث نظم التشغيل، واعتماد بروتوكولات تدخل سريعة يمكن تفعيلها فور رصد أي محاولة اختراق.
وأوضح أن الفضاء الرقمي لم يعد مجرد وسيلة للتواصل أو تبادل البيانات، بل تحوّل إلى ساحة حرب غير تقليدية تخوضها الدول والمجموعات المنظمة بأسلحة رقمية لا ترى بالعين المجردة، لكن نتائجها قد تكون مدمرة للبنية التحتية والمعلومات السيادية إن لم تُواجَه بالجاهزية الكاملة والردع المناسب.
