المفكر العربي علي محمد الشرفاء يرسم خارطة طريق علمية لمواجهة تحديات المستقبل
كتبت - آية معتز صلاح الدين
قدّم المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي رؤية شاملة لمواجهة تحديات المستقبل، ترتكز على التخطيط العلمي الواعي، وتحقيق الأمن بمفهومه الشامل، والانطلاق في مسارات النهوض بالدول على أسس ثابتة تستمد قوتها من العقل والدين معًا. وأكد الشرفاء أن الأمم لا تنهض إلا عندما تتسلح بالعلم والتخطيط الاستراتيجي، مستشهدًا بما جاء في القرآن الكريم من أمر إلهي بالإعداد والاستعداد بقوله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة.
وأوضح الشرفاء أن الغفلة واللامبالاة تدمران المجتمعات، حيث يبدأ الانحدار حين يتجاهل القادة التحولات، ويغيب عنهم الشعور بالناس وآلامهم، مؤكدًا أن بناء الدول لا يتم بالشعارات بل بمنهج علمي يستند إلى معرفة دقيقة بالواقع، ومواجهة واعية للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
وأشار إلى أن الدول التي سادت تاريخيًا لم تبلغ مكانتها إلا بالتخطيط الاستباقي، وتوظيف طاقات الخبراء والعلماء في دراسة احتمالات المخاطر، وبناء التحالفات الإقليمية التي تعزز استقرارها وأمنها القومي، مؤكدًا أن النصر لا يتحقق بالعشوائية بل بالإعداد والتخطيط المنهجي، وهو ما تدعو إليه الآيات الكريمة التي ربطت النصر بالإرادة والتغيير والإصلاح.
وتحدث الشرفاء عن ضرورة أن تتعاون القيادات السياسية مع المفكرين والعلماء في بناء الدولة، مشيرًا إلى أن طاعة الله تقتضي تنفيذ أوامره لتحصين المجتمعات ضد الانهيار، مؤكدًا أن النسيان والغفلة عن تلك الأوامر تُفقد الشعوب بوصلة النجاة، وتدفعها إلى هوة الاضطرابات التي لا يشعر بها المسؤولون المحاطون بالرفاهية والمنفصلون عن واقع الناس.
وانتقد السياسات الارتجالية التي تتجاهل احتياجات المواطنين، مشددًا على أن أي قرارات تُتخذ بعيدًا عن واقع الشارع تُفاقم الأزمات وتفتح الأبواب أمام الفوضى والتمرد، داعيًا إلى إصلاح جذري وشامل يبدأ من إعادة النظر في السياسات الاجتماعية والاقتصادية بما يضمن الكرامة والعدالة للمواطن البسيط.
وأعاد الشرفاء التذكير بأن من لا يعتبر بمآسي الأمم من حوله، سيكون مصيره مشابها، مذكرًا بالأمثلة الحية لدول تفككت بسبب الغفلة عن سنن الله، ورفضت الاستماع للتحذيرات الإلهية، فانتهى بها الحال إلى الصراعات والفوضى والشتات.
وختم المفكر العربي رؤيته بتساؤلات تنطوي على تحذير عميق: هل تعلّم الناس من الكوارث؟ هل استجابوا لعظات الله؟ هل تعاطفوا مع ضحايا الغضب الإلهي؟ وجاءت إجاباته حاسمة بأن الغالبية لم تفعل، ولهذا فليذوقوا ثمار الظلم والطغيان، لأن من لا يستفيد من دروس التاريخ محكوم عليه بتكرار مآسيه.