recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

إصدار استثنائي من صدى الأمة.. حين تتكلم الصحافة بلغة الشعب والفن والتاريخ

 

إصدار استثنائي من صدى الأمة.. حين تتكلم الصحافة بلغة الشعب والفن والتاريخ

إصدار استثنائي من صدى الأمة.. حين تتكلم الصحافة بلغة الشعب والفن والتاريخ


بإصدارها الورقي الإلكتروني الجديد بصيغة PDF، تواصل جريدة صدى الأمة حضورها القوي في المشهد الإعلامي المصري، بإطلالة متجددة لا تكتفي برصد الأحداث، بل تغوص إلى ما وراء السطور، لتسجل نبض الوطن في لحظاته الحاسمة، وتحمل القارئ في رحلة بين السياسة والفن، من الميدان إلى المسرح، ومن الترند إلى الذاكرة الوطنية.


من الصفحة الأولى إلى الأخيرة، جاء الإصدار أشبه بلوحة بانورامية مصرية، تنبض بالتحولات، وتكشف كيف تتشابك خيوط الحاضر والماضي والمستقبل في نسيج واحد، تنسجه إرادة الناس، وتعزفه أقلام تحمل على عاتقها مسؤولية التنوير والتوثيق.


فالصفحة الأخيرة، التي حملت توقيع رئيس التحرير حسن سليم، لم تكن مجرد مقالة رأي، بل بيان وطني في لحظة مراجعة وتأمل. حيث جاءت المقالة بعنوان "في 30 يونيو كُتب التاريخ بأيدي أصحابه"، لتضع الإصدار بأكمله في سياق أهم اللحظات المصيرية في تاريخ الدولة المصرية المعاصر. لم تكن الكلمات مجرد وصف ليوم، بل استحضار لروح وطن قرر أن يُعيد تشكيل مستقبله بنفسه.


الكاتب لم يكتفِ برصد الحدث، بل سلّط الضوء على عمق الوعي الشعبي الذي حوّل الميادين إلى برلمانات مفتوحة، وعلى مؤسسة عسكرية أدركت دورها التاريخي في لحظة فارقة. كانت المقالة ختامًا يليق بمقدمة لوطن تجاوز العاصفة، وعاد أقوى وأكثر وعيًا.


ولم يغب الفن عن صفحات العدد، بل شكّل جزءًا رئيسيًا من خارطة التغطية، في تناغم بين الحياة اليومية والمشهد الفني الذي يعكسها. الصفحة الحادية عشرة كانت مسرحًا لهذا التفاعل، حيث تصدّرت إليسا المشهد بعودتها القوية إلى الترند عبر إطلالة عصرية، تثبت مجددًا أن الفن ليس فقط أداءً، بل رسالة وهوية. إطلالتها المثيرة للجدل جاءت كحسم لصراع الصور المتداولة والحقائق، وجددت حضورها كـ"ملكة الإحساس" في قلوب الجمهور.


من ناحية أخرى، عبّرت سلمى أبو ضيف عن إعجابها الكبير بشريهان، لتؤكد أن الجيل الجديد لا يزال يرى في رموز الفن القديم أيقونات حية، تحيا في الذاكرة والخيال. وكان للفنان فاروق فلوكس صوت مؤثر حين فتح قلبه في مداخلة صادقة، متحدّثًا عن التهميش الذي يطال كبار الفنانين في زمن السرعة والاستهلاك.


ولم تغفل صدى الأمة الجانب التجاري والثقافي من صناعة الفن، حيث رصدت تراجع الإيرادات اليومية لفيلم "سيكو سيكو" رغم تخطيه حاجز الـ188 مليون جنيه. ورغم هذا التراجع، فقد حافظ الفيلم على مكانة متقدمة في تاريخ الإيرادات، ما يشير إلى تغير أنماط الاستهلاك السينمائي لدى الجمهور المصري، وإلى أهمية التجريب في الكوميديا الجديدة.


ولم يكن حسن الرداد بعيدًا عن المشهد، بل قدّم لمسة وجدانية في ذكرى وفاة والده، استعاد فيها ملامح من طفولته، وفتح نافذة للمحبة والوفاء وسط زحام الأخبار. وهو ما أضفى على الإصدار لمسة إنسانية تعكس أحد أجمل أوجه الصحافة: القرب من الناس، ومشاركة مشاعرهم.


العدد أيضًا لم يغفل القضايا الساخنة، حيث أفرد تغطية موسعة للأزمة المتصاعدة بين الفنان أحمد السقا وطليقته مها الصغير. التحقيقات المفتوحة والتصريحات المتبادلة أعادت إلى الواجهة الجدل حول الحياة الخاصة للمشاهير، وحدود التناول الإعلامي في قضايا حساسة تمسّ صورة الأسرة والنجم في آن.


ورغم الزخم، اختارت الجريدة أن تتناول الملف بنبرة مهنية متزنة، تنقل الوقائع، وتترك مساحة للرأي العام كي يتفاعل، دون السقوط في فخ الإثارة أو التحيز، وهي قيمة باتت نادرة في التغطيات الفنية الحديثة.


وما بين السياسة والفن، حجزت لوحة "الصرخة" لإدفارد مونخ مكانًا استثنائيًا في صفحات العدد، عبر قراءة تحليلية بقلم أ. د. السيد الشربيني، الذي قدّم تفكيكًا فلسفيًا وتشكيلًا بصريًا لمعاني الألم الكوني الذي تجسّده اللوحة. المقالة تجاوزت التحليل الفني إلى الغوص في رمزية اللون، وتوتر الخطوط، وجو الارتجاف الذي تعكسه اللوحة، لتصبح صرخة ضد المجهول، وضد عوالم الخوف التي تهيمن على الإنسان المعاصر.


وتوقف العدد أيضًا عند عودة النجم الكبير يحيى الفخراني إلى المسرح القومي، مستعيدًا ألم احتراقه، وشغف الوقوف مجددًا على خشبته، مؤكدًا أن الفن الحي لا يشيخ، بل يُبعث من جديد في كل عرض. "الملك لير" لم تكن مسرحية فقط، بل رمزًا للاستمرارية، وللارتباط الحميم بين الفنان والمكان، بين النص والجمهور، بين الذاكرة والمستقبل.


وفي مشهد آخر، برزت شيرين عبدالوهاب كبطلة لحالة من الجدل العاطفي، بعد الانتقادات التي طالتها في حفلها الأخير بمهرجان "موازين". ولكن الرسالة التي بعثت بها الفنانة شيماء سيف عبر إنستجرام، كانت بمثابة استغاثة إنسانية: "كفاية جلد... كفاية قسوة". وكأنها تقول إن النجوم أيضًا بشر، لهم أن يخطئوا، وأن يتعثروا، لكن من الحب ما يستحق فرصة أخرى.


هكذا جاء العدد الجديد من صدى الأمة، كجدارية صحفية تنبض بالحياة، تحترم عقل القارئ، وتحاوره بين السياسة والفن، بين الماضي والحاضر، وبين الصمت والصراخ.


الإصدار بصيغة PDF، وبمحتوى متنوع من المقالات والتحقيقات والحوارات، يعكس نضجًا صحفيًا يؤمن بأن دور الصحافة لا ينحصر في نقل الخبر، بل في تفسيره، وتأويله، وربطه بالسياق الأوسع للمجتمع والدولة والثقافة.


إنها جريدة تقرأ الوطن من زواياه كلها، وتعيد للورق ـ وإن كان إلكترونيًا ـ رائحة الحبر ودفء الكلمات.


صدى الأمة في إصدارها الجديد، لا تنقل الحدث فقط... بل تُعيد كتابته.


google-playkhamsatmostaqltradent