جدل على السجادة الحمراء.. حضور التيكتوكرز يثير انتقادات في عرض فيلم الشاطر
أثار العرض الخاص لفيلم الشاطر، بطولة أمير كرارة وهنا الزاهد، جدلًا واسعًا بعد الظهور اللافت لعدد من صناع المحتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي على السجادة الحمراء، وفي مقدمتهم التيكتوكر الأردنية سوزي برفقة صديقها مونلي، وصانع المحتوى كيرو وزوجته، ما اعتبره البعض مشهدًا دخيلًا على الأجواء السينمائية المعتادة.
الانتقادات التي وُجهت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تمحورت حول غياب بعض الفئات المؤثرة مثل النقاد والصحفيين والفنانين، في مقابل حضور شخصيات لا تنتمي بشكل مباشر إلى الوسط الفني، ما دفع البعض للتساؤل عن معايير اختيار المدعوين في مثل هذه الفعاليات.
في المقابل، دافع آخرون عن الحضور، معتبرين أن صناع المحتوى يمثلون قوة دعائية لا يُستهان بها، ويساهمون في تسويق الأعمال السينمائية بأسلوب معاصر يتناسب مع شريحة واسعة من الجمهور، خاصة في ظل الانتشار الكبير لمنصات مثل تيك توك.
الناقد الفني محمد عبدالرحمن علّق على هذه الظاهرة بقوله إن وجود التيكتوكرز والبلوجرز في الفعاليات الفنية أصبح أمرًا واقعًا، فرضه نفوذ منصات التواصل الاجتماعي، لكنه شدد على ضرورة ضبط هذا الوجود بما يتناسب مع طبيعة الحدث، محذرًا من المبالغة التي قد تأتي على حساب فئات تستحق الحضور بالفعل.
الفنانة منة جلال كانت أكثر حدة في انتقادها، إذ سخرت من الحضور المكثف للبلوجرز في العرض، وخصّت بالذكر سوزي الأردنية، قائلة إن الجميع انشغل بها ورفيقها، وتجاهلوا الفيلم نفسه، في إشارة إلى تأثير هذا الظهور على بريق العمل السينمائي.
من جهتها، لم تتجاهل هنا الزاهد، بطلة الفيلم، الجدل، بل أعادت مشاركة مقطع فيديو طريف جمعها بسوزي الأردنية من قلب العرض الخاص، في إشارة ضمنية إلى دعمها لحضور هؤلاء المؤثرين، والاستفادة من شهرتهم في الترويج للفيلم، وهو ما لاقى تفاعلًا كبيرًا على حساباتها.
فيلم الشاطر يقدم أمير كرارة في دور رجل يحمل ملامح من الغموض والنصب، ويشاركه البطولة مصطفى غريب في دور المساعد الكوميدي، فيما تظهر هنا الزاهد في شخصية تُختطف ضمن الأحداث. ويُراهن صنّاع الفيلم على الأكشن المتطور والمشاهد الخارجية، خاصة التي صُوّرت في مواقع طبيعية مميزة، لإضفاء طابع سينمائي مشوق.
ومع استمرار حالة الجدل حول حضور صناع المحتوى في المناسبات الفنية، يبقى السؤال مفتوحًا حول معايير التوازن بين ما هو دعائي وما هو فني، وبين ما يُرضي الجمهور الجديد وما يكرّس لقيم السينما الكلاسيكية.

