تحقيق أمريكي يكشف كيف استخدم نتنياهو حرب غزة وإيران للبقاء في الحكم
في تحقيق مطوّل لصحيفة "نيويورك تايمز"، كُشف الستار عن الكواليس التي مكّنت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الحفاظ على موقعه في السلطة رغم الأزمات المتلاحقة، من انهيار أمني في 7 أكتوبر، إلى تصعيد عسكري مع غزة، ومرورًا بمخططات سرية لمهاجمة إيران.
التحقيق يتتبع مسارًا خطيرًا من المراوغات، حذف الأدلة، وإعادة كتابة السجلات، وصولًا إلى استخدام الحرب كأداة بقاء سياسي. ويبدأ من لحظة استيقاظ نتنياهو فجر 7 أكتوبر على رسالة تخبره بقصف حماس، ليرد ساخرًا على اقتراح باستهداف ألف هدف في غزة بقوله: "ألف؟ أريد 5 آلاف".
لاحقًا، وبدلًا من تحميل المسؤولية لأجهزة الأمن أو الدعوة لحكومة وحدة، فضّل نتنياهو الاعتماد على تحالفه مع اليمين المتطرف، رافضًا عروض المعارضة، ومتحايلًا على التحقيقات، بل ووجّه مساعديه لحذف سجلات الاجتماعات الأمنية وإخفاء أي مؤشر على إهماله المبكر للتحذيرات.
التحقيق يسلط الضوء أيضًا على لحظات مفصلية رفض فيها نتنياهو التوقيع على اتفاقات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس، رغم موافقة المؤسسة العسكرية، مفضّلًا استمرار القتال للحفاظ على حكومته، حتى لو كلّف ذلك مزيدًا من الرهائن أو الأرواح.
وفي خضم تدهور شعبيته، لجأ نتنياهو إلى خطة أُعدّت بعناية: التلويح بشنّ هجوم ضد إيران. ففي مناورة سياسية محكمة، أقنع أحد نواب الأحزاب الدينية بتأجيل تصويت لحل الكنيست، مقابل اطلاع سري على خطة عسكرية للهجوم على طهران. وبعد التصويت بساعات، كانت الطائرات الإسرائيلية بالفعل في الأجواء.
التحقيق يختتم بتأكيد أن نتنياهو لم يترك ساحة المعركة لا في غزة ولا في لبنان ولا في طهران، إلا بعدما حوّلها جميعًا إلى أدوات سياسية، تؤمن له دعم اليمين، وتُعيد حزبه الليكود للواجهة في استطلاعات الرأي، بعدما كاد يُقصى من المشهد السياسي تمامًا.
وهو ما وصفته الصحيفة بـ "أعظم فصل سياسي في مسيرة نتنياهو... لا تقوده المبادئ بل غريزة البقاء".
