recent
أخبار ساخنة

"الفتاة التي سمعت صوت السكوت".. حكاية طفلة تُعلّم لغة القلب وتمنح الإشارة صوتًا

 

"الفتاة التي سمعت صوت السكوت".. حكاية طفلة تُعلّم لغة القلب وتمنح الإشارة صوتًا

"الفتاة التي سمعت صوت السكوت".. حكاية طفلة تُعلّم لغة القلب وتمنح الإشارة صوتًا


كتب - حسن سليم

أطلقت دار القاهرة اليوم للنشر والتوزيع والإعلام إصدارًا جديدًا في أدب الأطفال بعنوان «الفتاة التي سمعت صوت السكوت»، من تأليف الكاتب المصري محمد سعيد درويش، الذي يقدّم من خلاله عملًا إنسانيًا يمزج بين الفن والتوعية، وينقل رسالة نبيلة عن فهم الآخر، وتقدير لغة الصمت التي يتقنها أصحاب الهمم من الصم والبكم.


القصة تحكي عن الطفلة "رنانة"، التي تبدأ يوم عطلتها كالمعتاد بتمشيط شعر دميتها والخروج للتنزه مع والدتها. لكنّ مشهدًا بسيطًا داخل متجر بقالة يتحول إلى نقطة تحول داخل وعيها الطفولي؛ إذ يتولد في قلبها سؤال بريء وعميق: لماذا لا يفهم أحد لغة يدَي أمها التي لا تنطق؟


من هنا تبدأ رحلة رنانة لاكتشاف أعمق من الكلمات، حيث تسعى لإيصال مشاعر والدتها إلى العالم، لا بالكلام، بل بالإحساس النقي، والنوايا الطيبة، والمشاعر الصادقة. الطفلة الصغيرة تصبح صوتًا للسكوت، ونافذة تُفتح منها لغة الإشارة على قلوب الآخرين، لا فقط على آذانهم.


الكتاب يندرج ضمن مشروع أطلقه الكاتب تحت عنوان «جسور»، وهو مبادرة تهدف إلى تقديم أعمال قصصية للأطفال تُعالج قضايا الإعاقة بأسلوب أدبي راقٍ، يبتعد عن المباشرة والتلقين، ويغرس بذور التعاطف والتفهم والتقبل في نفوس الناشئة من خلال مشاهد حياتية وشخصيات واقعية.


ومن أبرز الجمل التي تركت صدى عاطفيًا قويًا لدى القراء الصغار والكبار على حد سواء:

"أنا أيضًا يا معلمتي أسمع صوت أمي بقلبي وأحس بها؛ لأنها لا تتكلم."

"سيفهم الجميع لغة اليد عندما تتكلم أمك بها."


العمل لاقى إشادة من العديد من القرّاء والنقّاد، الذين اعتبروه نقلة مهمة في أدب الأطفال المصري والعربي، لا سيما في تناوله لقضية الصم والبكم من زاوية وجدانية خالصة، لا تعتمد على العطف، بل على الاحترام والتقدير.


الكتاب سيشق طريقه إلى القراء الدوليين، إذ تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، ومن المقرر نشره قريبًا على منصة StoryJumper الأمريكية، وهي منصة تهتم بأدب الأطفال الموجه عالميًا. وقد تزيّن العمل برسوم الفنانة السودانية وجدان سليمان، التي أضفت إلى الصفحات دفئًا بصريًا وروحًا متماهية مع النص، تعزز من التفاعل بين الطفل والقصة.


كما يستعد الكتاب للمشاركة في فعاليات معرض الساقية للكتاب، ليكون محطة جديدة ضمن سلسلة عروضه المنتظرة في معارض كتب الأطفال داخل مصر وخارجها.


يُذكر أن الكاتب محمد سعيد درويش له عدة إصدارات سابقة موجهة للأطفال والكبار، من أبرزها قصة *آخر سبع دقائق للوحش*، وديوان شعري بعنوان *طائر في عنقي*، ما يجعله من الأصوات الأدبية التي تمزج بين الحس الإبداعي والرسالة المجتمعية، في أعمال تجمع بين اللغة الراقية والرؤية الإنسانية العميقة.


google-playkhamsatmostaqltradent