في الزاوية الحقيقية.. حكاية ملحه
بقلم عمر مغيب
قبل أن أبدأ كلمات التي داخل اعماق قلبي الذي يعتصر قررت أن اغير عنوان مقالي الدائم من الزاوية العكسية الي الزاوية الحقيقة لأن صاحب الحدوته قصته كانت حقيقية في كل شئ . حكاية اليوم هي حكاية شقيقي وحبيبي الصغير في السن كبير المقام والمحبه بين الناس
الحكاية بدأت عندما توفي والدنا وكان صالح (ملحه ) وهو الاسم المحبب لي عندما كنت أتحدث اليه ،
ملحه الطفل الصغير بين ٥ اشقاء كان هو الأصغر لذلك كان شقي ومدلع علي الاخر ومرت الايام وتزوج ملحه ورزقه الله بطارق ونورا وأحمد ومالك ، سبحان الله من هنا بدأت تظهر محبة ملحه لإخوانه خصوصا في المحن والتي بدأت بمحنه كبيرة عندما أصيب اخونا مصطفي بالفشل الكلوي ليقرر ملحه ترك عمله لمرافقة مصطفي أثناء الغسيل ثلاث مرات أسبوعياً لم يمر علي موضوع الغسيل سوي ستة أشهر ليقرر صالح إنهاء هذه المعاناه التي يعانيها مصطفي من قصة الغسيل ليقرر مع نفسه عمل تحاليل للتبرع بالكلي الي اخيه وسبحان الله من اول التحاليل التي تمت يكون هو الشخص المناسب للتبرع وتنجح العمليه ويعود مصطفي الي حياته الطبيعية بفضل قرار الصغير ملحه ، لم تتوقف عطايات الولد الصغي عند هذا بل جاء لي في يوم واتخذ قرار بالتبرع باحدي قوقعة الاذن بعد علمه أن ابني كريم الذي لم يكمل عامين فقد سمعه ويحتاج الي زراعة قوقعة الاذن فضحكت وقولت له إذا توقف قلبي ماذا تفعل قال لي سوف اتبرع بقلبي حتي تعيش انت وكان كلاما من القلب من اخ صغير الي اخ كبير اي تضحيه هذه يا ملحه ،
ثم جاء الفصل الأخير عندما أصيب الاخ الاكبر عادل بالفشل الكلوي ودون تردد ظل معه في المستشفي مقيما دون كلل أو ملل وقال لنا جميعا ركزوا في عملكم أن سوف اترك عملي وتظل معه ولكن بفضل الله خرج عادل وبدء رحلت الغسيل ليتحدث معي ملحه دون إبلاغ احد بأنه سوف يتبرع بالكلي الثانيه ليشفي الله عادل ويرحمه من معاناة الغسيل وهو الذي سيقوم بالغسيل بعد التبرع فقلت له حتي لو كان ذلك يجوز وبالتأكيد لن يسمح الأطباء بذلك أما أمر التبرع بالكلي فهناك الكثير مستعدون انا واخيك محمد وابن اخيك واولاد العم كثر ،
ثم بدء ملحه اخر جزء من الحكاية عندما بدء في مشروع وبدء مكسبه مرضي لم يبخل علي اخواته عندما ابلغهم بأن يشاركون مشروعه ليعم الرزق علينا جميعاً وبالفعل نفذ ما أراد وبدء في إعطاء كل اخ نصيبه وزياده من الأرباح ولكن دون سابق إنذار أو حتي تمهيد سقط صالح أرضا ليلفظ أنفاسه الأخيرة لتنتهي قصته مع الحياة وتبدء سيرته علي كل محب تعامل معه خصوصا هذا الكم من البشر التي أتت لتودعه وهو ذاهب الي قبرة في مشهد اقشعرت له الوجدان الشعبي في وداع قلبي ملحه
الي جنة الخلد بإذن الله تعالى يا حبيبي وصاحبي واخويا

