وداعًا يا ساحر الزمالك.. ماذا قالوا عن شيكابالا بعد إعلان الاعتزال؟
بقلم: عمر مغيب
بعض الحكايات تبقى حيّة لا تنتهي، تُروى بين الجماهير، وتُرددها المدرجات جيلاً بعد جيل. ومن بين هذه الحكايات، تظل قصة محمود عبد الرازق حسن فضل الله، المعروف باسم شيكابالا، فريدة من نوعها، قصة عشق بين لاعب ونادٍ، وبين موهبة لا تتكرر وكرة كانت تبتسم كلما لامست قدميه.
ثلاثون عامًا قضاها شيكابالا داخل جدران القلعة البيضاء، منذ أن وطأت قدماه نادي الزمالك وهو طفل في التاسعة من عمره قادمًا من أسوان، وحتى لحظة الوداع التي أعلن فيها اعتزاله، لتتوقف الرقصة لكن يبقى لحنها خالدًا. كان القميص رقم 10 أكثر من مجرد رقم على ظهره، بل كان راية رفعها فأصبحت رمزًا لجيل كامل.
ومع إعلان الاعتزال، لم تكن ردود الأفعال عادية، فقد اهتزت لها القلوب قبل أن تهتز لها وسائل الإعلام. مدربون ولاعبون ومشجعون وفنانون وحتى خصوم سابقون، وقفوا احترامًا لأيقونة ستبقى محفورة في ذاكرة الملاعب.
الأسطورة كريستيانو رونالدو قالها ببساطة: ستفتقدك كرة القدم. أما مانويل جوزيه، المدير الفني الأسبق للأهلي، فرأى فيه أعقد وأخطر من واجهه من لاعبي الزمالك، مؤكداً أن شيكابالا كان بمفرده قادرًا على تغيير أي نتيجة.
مارادونا، أسطورة الأساطير، أبدى إعجابه بموهبة شيكابالا، مؤكداً أن إمكانياته الفنية والمهارية تضعه ضمن اللاعبين القادرين على التألق في كبرى الدوريات الأوروبية.
أما هيثم فاروق، أحد أبناء الزمالك، فكتب مشاعره بكلمات دامعة قائلاً إن الفراق من لاعب مثل شيكابالا هو فقدان لذاكرة العاشق، إذ ربطت الجماهير البيضاء بينه وبين أجمل لحظات الانتصار والانتماء.
شريف إكرامي، حارس مرمى بيراميدز، قالها من القلب: موهبة شيكابالا لا تتكرر، والتاريخ سيتوقف أمام بصمته التي لن تُنسى. بينما خاطبه مصطفى محمد قائلاً: هتوحشنا يا تاريخ.
الفنان هشام ماجد اكتفى بكلمات بسيطة لكنها صادقة: شكرًا للممتع، للساحر، للأسطورة. أما أحمد القندوسي، لاعب سيراميكا السابق، فاعتبر شيكابالا بمثابة معلم في فنون الكرة.
وجاءت رسائل جماهير الزمالك لتجسد ما يعنيه هذا الاسم بالنسبة لهم. صانع المحتوى رجب الفيومي قال: المتعة انتهت بعدك، فيما أكد أحمد عمر أن شيكابالا علّمهم معنى الوفاء والانتماء، بينما وصفه مصطفى حسين بأنه أسطورة الأساطير، وكتب محمد عبد الهادي: مع كل لمسة فنية، كنا نعيش النشوة، وسنفتقدك يا ساحر الملاعب.
أما الدكتور إيهاب، فخصّه برسالة مؤثرة قال فيها: كنت سببًا في حبي للزمالك، شكرًا شيكا.
وبين كل هذه الأصوات، يظل الصوت الأكثر وضوحًا هو صوت الحب والوفاء. لأن شيكابالا لم يكن مجرد لاعب، بل كان ظاهرة، حالة فنية وإنسانية صنعتها الموهبة وصقلتها المعاناة وأكملتها الجماهير التي أحبته بصدق.
وفي ختام هذا المقال، لا يسعني إلا أن أقول: شكرًا محبوبي، محمود عبد الرازق حسن فضل الله، شكرًا لأنك منحت الكرة نكهتها، والزمالك روحه، والجمهور ذاكرة لا تُنسى.