recent
أخبار ساخنة

على طاولة واحدة.. هل يرسم شباب الأحزاب مستقبل التحالفات الإنتخابية بأسيوط

على طاولة واحدة.. هل يرسم شباب الأحزاب مستقبل التحالفات الإنتخابية بأسيوط

بقلم/ أسامه صديق 

متابعة/ محمد فؤاد الطللي 

تدور في الكواليس السياسية بمحافظة أسيوط أحاديث جادة واقتراحات متداولة بشأن إمكانية عقد لقاء موسع يجمع بين أمناء الشباب في ثلاثة من أبرز الأحزاب الفاعلة على الساحة، وهي: مستقبل وطن، الجبهة الوطنية، وحماة الوطن، وذلك في ضوء التحالف الانتخابي المعلن بينها على مستوى القوائم والفردي في انتخابات مجلس الشيوخ المقبلة. ورغم أن هذا اللقاء لم يُعقد بعد، إلا أن مجرد طرح الفكرة بات محط اهتمام المتابعين، الذين يرون في هذه الخطوة المحتملة فرصة لإعادة تشكيل أدوات التحالف على الأرض، وتفعيل دوره في الشارع، خاصة من خلال بوابة الشباب.

يمثل شباب هذه الأحزاب طاقة تنظيمية كبيرة، قادرة على التأثير والتحرك، لا سيما في محافظة تتميز بثقل سكاني كبير للشباب، وامتداد جغرافي واسع يتطلب حضورًا مباشرًا وفعّالًا. وإذا ما قُيِّض لهذا اللقاء أن يتحقق، فإن نتائجه قد تنعكس بوضوح في شكل خطة عمل مشتركة، تدمج بين جهود الحشد والتوعية الانتخابية، وتُسهم في تقديم صورة موحدة أمام الناخب، تعزز من مكانة التحالف ككيان سياسي له عمقه المجتمعي وقدرته على التفاعل مع الناس.

تكمن أهمية هذا المقترح في أنه يُبنى على واقع تحالفي قائم، لكنه يسعى إلى أن يُفعَّل ميدانيًا عبر تنسيق حقيقي بين الشباب، باعتبارهم الأقرب إلى الناس، والأقدر على الحركة في القرى والمراكز، والأكثر قدرة على استخدام أدوات التواصل الحديثة للتأثير في الرأي العام. كما أن تنسيق الجهود على هذا المستوى يُعطي بعدًا جديدًا للتحالف، يتجاوز الجوانب التنظيمية، إلى بُعد اجتماعي وتنموي يمكن البناء عليه في مراحل ما بعد الانتخابات.

ولا يخفى على أحد أن قرى محافظة أسيوط تمثل ساحة انتخابية حاسمة، تحتاج إلى خطاب سياسي قريب من الناس، وإلى وجود فعلي في الشارع، وهو ما يستطيع الشباب تحقيقه إذا ما توفرت لهم المساحة والقرار. كما أن التنسيق المشترك بينهم يمكن أن يُقدِّم نموذجًا إيجابيًا في العمل السياسي، يعزز ثقة الناخب في أن هناك من يفكر خارج الصندوق، ويضع مصلحة المواطن فوق الاعتبارات الحزبية الضيقة.

اقتراح عقد هذا اللقاء، وإن كان حتى اللحظة في طور الفكرة، إلا أنه يعكس نضجًا في التفكير داخل أوساط هذه الأحزاب، وحرصًا على تعزيز التكامل بين مكوناتها، خصوصًا أن التنسيق على مستوى المرشحين قد تحقق، وبات من الطبيعي أن يواكبه تنسيق على مستوى الحشد والتنظيم والتواصل. ولعل هذه المبادرة، إن تم تبنيها بجدية، تفتح الباب لتأسيس لجنة شبابية مشتركة تعمل في إطار التحالف، وتمثل صوت الشباب، وتُسهم في تطوير أدوات العمل السياسي في أسيوط وما بعدها.

إن قدرة شباب الأحزاب على الجلوس معًا، وتجاوز حدود التنافس لصالح الهدف المشترك، ستكون بلا شك نقطة تحول مهمة، ليس فقط في المشهد الانتخابي الحالي، بل في مستقبل التحالفات السياسية ذاتها. ويظل السؤال الذي ينتظر الإجابة: هل يتحول هذا الاقتراح إلى واقع؟ وهل يجلس شباب الأحزاب بالفعل على طاولة واحدة، يرسمون من خلالها ملامح جديدة لتحالف يخاطب الشارع بلغة مختلفة، ويصنع فارقًا حقيقيًا في الميدان

الفرصة قائمة، والمؤشرات مشجعة، والكرة الآن في ملعب أمناء الشباب.

على طاولة واحدة.. هل يرسم شباب الأحزاب مستقبل التحالفات الإنتخابية بأسيوط
على طاولة واحدة.. هل يرسم شباب الأحزاب مستقبل التحالفات الإنتخابية بأسيوط

google-playkhamsatmostaqltradent