لوحة الصراع بين الدفء والقسوة
قراءة نقدية نفسية بلمسات فنية للمجموعة القصصية الصادرة حديثًا «حضن فائت» للأديب د. سعيد محمد المنزلاوي
مع الرؤية النقدية
"هذه المجموعة القصصية تبدو كمعرضٍ متكامل للوجع الإنساني داخل جدران البيوت. الكاتب لم يكتفِ بسرد أحداث الطلاق والتمرد، بل قدّمها كألوان متنافرة على لوحة مضطربة: الأسود كثافةً للحزن، الرمادي امتدادًا للخذلان، والأحمر بقوة الغضب وانكسار القلوب. الشخصيات النسائية هنا تتحرك بخطوط حادة، كفرشاة تقطع المساحة دون رحمة، بينما شخصية الزوج تظهر بلون شفاف خافت، كظل يبحث عن مكانه وسط اللوحة.
القيمة الفنية للنصوص تكمن في أنها تفتح العين على ثنائية متناقضة: الحب كطاقة بنّاءة، والتمرد حين يتحوّل إلى أداة هدم. وكفنانة تشكيلية، أرى أن الكاتب قدّم نصوصًا أقرب إلى جداريات حزينة، لكنها تحمل في طياتها درسًا بصريًا عميقًا: ليس كل لون صارخ دليل حياة،وجوه ممزقة بين الحب والخذلان، وألوان داكنة تتنازع مع ومضات ضوء لم يكتمل. النساء هنا يتمردن لا ليعشن، بل ليتركن وراءهن بيوتًا كالمرايا المكسورة، تعكس وجع الأزواج وارتباك الأبناء،لذلك شعرت أن الكاتب رسم الفقد بفرشاة قاسية، وأن كل قصة هي لوحة صراع بين دفء لم يُقدَّر وقسوة اختارت أن تخلع الرحمة من قلب البيت." 🎨💔