محطة طاقة شمسية عملاقة بنجع حمادي تدعم التحول الأخضر وتخفض انبعاثات الكربون بمجمع الألومنيوم
قنا – ممدوح السنبسي
عقدت الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي جلسة مشاركة مجتمعية موسعة لمناقشة تنفيذ مشروع إنشاء محطة طاقة شمسية كبرى بمجمع الألومنيوم، في خطوة تهدف إلى تعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل البصمة الكربونية لعمليات الإنتاج، بالتعاون مع شركة "سكاتك" النرويجية الرائدة في حلول الطاقة المتجددة.
ترأس الجلسة حسام مبارك نائب رئيس مركز ومدينة نجع حمادي، بتكليف من رئيس المركز حسين الزمقان، وبحضور قيادات تنفيذية ومجتمعية واسعة، بينهم الدكتورة رهام عمر مسؤولة التواصل المجتمعي بشركة سكاتك، والمهندس ياسر شريف مدير شركة "إنفايرونكس" للاستشارات البيئية والتنمية، والمهندسة أماني نديم استشاري البيئة والسلامة المهنية، والمهندس شادي خفاجي استشاري البيئة بالشركة. كما شارك عدد من رؤساء القرى ومسؤولي الإدارات التنفيذية ووحدة البيئة ومركز المعلومات وإدارة الأزمات، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المحلي وعدد من مشايخ القرى والشخصيات العامة.
وخلال الجلسة، استعرض الحضور تفاصيل المشروع الذي يُعد من أكبر مشروعات الطاقة المتجددة في صعيد مصر، حيث من المقرر إنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة إجمالية تبلغ 1000 ميجاوات/ساعة، يتم تنفيذها على مرحلتين، كل منها بقدرة 500 ميجاوات/ساعة، مع تزويدها بأنظمة تخزين طاقة متطورة عبر البطاريات لضمان الاستدامة التشغيلية واستقرار الإمدادات.
ويستهدف المشروع تحقيق نقلة نوعية في منظومة العمل بمجمع الألومنيوم من خلال خفض التكاليف التشغيلية المرتبطة بالكهرباء، والتي تشكل أحد أبرز عناصر التكلفة في صناعة الألومنيوم، فضلاً عن رفع القدرة التنافسية للمنتج المصري في الأسواق العالمية، في ظل توجه الصناعات الكبرى عالميًا نحو استخدام الطاقة النظيفة والمستدامة في عملياتها الإنتاجية.
كما يُنتظر أن يسهم المشروع في تقليص الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عمليات التصنيع بنسبة تصل إلى 30%، مما يعزز التزام مصر بأهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس للمناخ، ويدعم توجه الدولة لتوسيع مشروعات الطاقة المتجددة ضمن استراتيجية 2030 للتحول الأخضر.
ووفقًا للعرض المقدم خلال الجلسة، فإن المشروع سيموّل من خلال شراكة دولية واسعة تضم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والبنك الأفريقي للتنمية، وبنك الاستثمار الأوروبي، بينما تتولى شركة "سكاتك" النرويجية مسؤولية التطوير الكامل للمحطة من التصميم إلى التشغيل والإدارة، مع إبرام اتفاقية طويلة الأجل لشراء الطاقة مع شركة مصر للألومنيوم تمتد لمدة 25 عامًا.
وأكد المشاركون أن هذا المشروع يمثل نموذجًا رائدًا للتكامل بين القطاعين العام والخاص، كما يعكس التزام الشركات الصناعية الكبرى في مصر بتطبيق معايير الاستدامة البيئية، بما يتواكب مع توجهات الدولة نحو خفض الانبعاثات وتعزيز استخدام الموارد النظيفة في القطاعات الإنتاجية.
وأوضح مسؤولو "سكاتك" أن الشركة تراهن على نجاح التجربة المصرية في دمج الطاقة الشمسية بالصناعات الثقيلة، مشيرين إلى أن مشروع نجع حمادي سيكون أحد أكبر المشروعات في إفريقيا والمنطقة، وسيسهم في خلق فرص عمل جديدة وتطوير البنية التحتية في محيط المجمع.
وشهدت الجلسة تفاعلًا إيجابيًا من ممثلي المجتمع المحلي الذين أكدوا دعمهم الكامل للمشروع، باعتباره خطوة مهمة نحو تحقيق تنمية بيئية واقتصادية مستدامة تسهم في تحسين جودة الحياة لأهالي المنطقة وتعزيز موقع مصر كدولة رائدة في مجال الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط.
