recent
أخبار ساخنة

أخلاق القرية.. ما نيل المطالب بالتمني

 

أخلاق القرية.. ما نيل المطالب بالتمني

أخلاق القرية.. ما نيل المطالب بالتمني


بقلم: فتحية حماد

 

من الأمور المسلم بها والمتعارف عليها أنه عادة ما تتمسك القرى بأخلاق طيبة وأصيلة وقيم جميلة كاحترام الكبير وإجلال العالم وإكرام الضيف واحترام حقوق الجار وآداب الحوار الأمر الذي جعل من القرية أرضًا خصبة لإنبات العلماء والأدباء والمثقفين ودعاة الدين.

 والقرى حتى وقت قريب لم تتأثر بعوامل الحداثة التي طرأت على المجتمعات وعلى العنصر البشري لكن مع  التطور التكنولوجي والتقني الكبير كان له تأثير عميق وجذري على بنية المجتمع وعلى الحياة الاجتماعية للأفراد  وأثر ذلك على منظومة القيم والعلاقات الاجتماعية ولم تنج القرى والريف من التشويه ومحت التكنولوجيا الفطرة الإنسانية. 

فسرعان ما تحول الأمر وأصبحت الجرائم المختلفة التي لم تطرأ على عقل بشر تحدث في القرى من أصحاب النفوس الضعيفة والمريضة بداية من اختفاء المعاني والأخلاق الأصيلة التي تتمتع بها القرى دائما فوجدنا عدم وقار الكبير أوعدم  مراعاة حقوق الجار  وكأنهم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله والتشهير والسب والقذف  وعدم التردد في إلحاق أكبر ضرر بخصمه الذي هو جاره أو من دمه بل ارتكاب جرائم القتل   

 والتساؤل الهام الذي يطرأ دائما في أذهان العقلاء كيف وصلت القرى إلى هذا الحد من الإجرام الذي فاق ما يحدث بالمدن أو الدول الغربية ؟ وأين ذهبت ألسنة العقلاء والعلماء الذين أنجبتهم هذه القرى ؟هل أصابها الخرس وأصبحت في شلل تام لا تستطيع النطق بتغيير المنكرات أو حتى أضعف الإيمان التغيير بقلبهم ؟

ومن أمثلة الجرائم التي أحلت بالمجتمع المصري وأصبح مصدرها القرى الآن ما حدث مؤخراً من قتل المهندس الشاب على يد جاره بسبب خلافات جيرة على مرأى ومسمع من الناس إلى أن حدثت الفاجعة بذبح الشاب نهاراً جهاراً أمام المارة،  وطفل الإسماعيلية الذي قطع زميله صاحب ال١٢عاما ومزق جثته ووضعها داخل الأكياس وكأننا أمام مجرم محترف يعيش في شيكاغو وليس طالب إعدادية وغيرها من الجرائم 

من المسؤول عما وصلنا إليه الآن ؟

من سيعيد إلينا أخلاقنا الأصيلة وآدابنا التي تربينا عليها؟

سؤالي لكل القائمين على المواد الدرامية والإعلامية التي تحث على الجريمة والقتل هل ارتاح الآن بالكم وضميركم بعدما وجدتم الشعب يقتل بعضه بعضا كما تروجون في شاشاتكم؟ هل مازال في جعبتكم جرائم أخرى تودون نشرها داخل المجتمع لم تطلقوها بعد؟

أنا أثق تماما في القائمين على تنظيم الإعلام وأعلم جيدا أنهم يبذلون قصارى جهدهم لمحاربة المواد الإعلامية والدرامية التي تحث على الجريمة والقتل والتمثيل بالجثث ولكن الأمر تعدى مجلس تنظيم الإعلام وأصبحت المسؤولية الاجتماعية مشتركة بين كل الأطراف بداية من الأسرة والمدارس والمساجد والكنائس وجميع وسائل الإعلام رجاء محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه لنجدة المجتمع من المستنقع الذي وقعنا فيه لإعادة الحياة السليمة الآمنة مرة أخرى.

نتمنى أن تعود أخلاق القرية وينعم أهلها ببركات من السماء والأرض  لكن ما نيل المطالب بالتمني.

google-playkhamsatmostaqltradent