مصر تتصدر إفريقيا في جودة الطرق وكفاءة الموانئ بعد عقد من الإنجازات في النقل واللوجستيات
كتبت - هدى العيسوي
أكد الدكتور عمرو السمدوني، سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجستيات بغرفة القاهرة التجارية، أن مصر باتت نموذجًا إقليميًا في تطوير البنية التحتية للنقل، بعدما شهد القطاع خلال السنوات العشر الماضية نقلة نوعية غير مسبوقة بفضل استثمارات تجاوزت 2 تريليون جنيه، خصصتها الدولة لتحديث الطرق، وشبكات السكك الحديدية، والموانئ البحرية، والنقلين النهري والجوي، في الفترة من 2014 إلى 2024.
وأشار السمدوني إلى أن هذا التطوير الشامل لم يكن مجرد تحديث في المظهر، بل تحول استراتيجي جعل من البنية التحتية للنقل ركيزة رئيسية للتنمية المستدامة في مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية والسياحية والزراعية، لما تمثله من حلقة وصل حيوية بين الإنتاج والتصدير، وبين المدن المصرية والعالم الخارجي.
وأوضح أن نتائج هذه الجهود انعكست بوضوح في المؤشرات الدولية، حيث قفزت مصر مئة مركز عالميًا لتصبح في المرتبة الثامنة عشرة عالميًا في مؤشر جودة الطرق لعام 2025، والخامسة عربيًا بعد سلطنة عمان، وهو إنجاز يعكس حجم التخطيط والدقة في تنفيذ مشروعات الطرق القومية والكباري العملاقة التي أعادت رسم الخريطة المرورية للبلاد.
وفيما يتعلق بقطاع النقل البحري، أعلن السمدوني أن مصر حققت إنجازًا جديدًا بتصدر ميناءي بورسعيد والإسكندرية قائمة أفضل الموانئ الإفريقية ضمن التصنيف العالمي “Lloyd’s List” لأفضل مئة ميناء حاويات في العالم لعام 2025، تقديرًا لكفاءتهما التشغيلية وتطور بنيتهما التحتية وخدماتهما اللوجستية المتكاملة.
وأوضح أن التصنيف الذي تصدره مؤسسة “Lloyd’s List Intelligence” البريطانية العريقة، اعتمد على بيانات مناولة الحاويات لعام 2024، وضمت القائمة الإفريقية أربعة موانئ فقط: بورسعيد والإسكندرية من مصر، وطنجة من المغرب، ولومي من توجو، وهو ما يبرز مكانة الموانئ المصرية كمحور رئيسي للتجارة في القارة السمراء.
وأكد سكرتير عام الشعبة أن مصر تمتلك جميع المقومات التي تؤهلها لتصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا بفضل موقعها الجغرافي الفريد بين البحرين الأحمر والمتوسط، وامتلاكها واحدة من أكبر شبكات الموانئ الحديثة في الشرق الأوسط، إلى جانب قناة السويس التي تمثل أحد أهم شرايين التجارة العالمية.
وأشار إلى أن الدولة ماضية في تنفيذ خطة طموحة لتطوير الموانئ البحرية، تتضمن تحديث الأرصفة والأوناش وتوسيع الطاقة الاستيعابية بموانئ بورسعيد والإسكندرية والدخيلة والسخنة، وإنشاء موانئ جديدة مثل أبو قير وجرجوب، وربطها بشبكات الطرق السريعة والسكك الحديدية والمطارات، لتكوين منظومة نقل متكاملة تدعم حركة التجارة والاستثمار.
واختتم السمدوني تصريحاته بالتأكيد على أن الموانئ المصرية أصبحت اليوم مواكبة للمعايير البيئية العالمية ومتبنية لمفهوم الموانئ الخضراء، من خلال التحول الرقمي وتطبيق نظم الإدارة الذكية للطاقة والخدمات، بما يعزز مكانة مصر كمحور محوري في سلاسل الإمداد العالمية، ويجعلها بوابة لوجستية متطورة تربط بين الشرق والغرب.