المهندس محمود عبادة زيدان يقود أكبر مبادرة لتوظيف الشباب في البحيرة.. حوار
حوار- بهية كساب
شهدت محافظة البحيرة حدثًا غير مسبوق بإقامة أكبر ملتقى توظيفي على مستوى المحافظة، بمشاركة أكثر من 150 شركة من محافظتي البحيرة والإسكندرية، تحت رعاية ورؤية المهندس محمود عبادة زيدان، أحد أبناء كفر الدوار المخلصين، الذي قرر أن يحول حلم شباب محافظته إلى واقع ملموس، بفرص عمل حقيقية لأكثر من 15 ألف شاب وشابة.
في هذا الحوار، تفتح "صدى الأمة" معه صفحات قصة كفاح وإنجاز، لتتعرف عن قرب على صاحب المبادرة، وفلسفته في العمل المجتمعي، ودوافعه الحقيقية وراء تنظيم هذا الحدث الضخم، وكيف يرى مستقبل شباب كفر الدوار، ورؤيته لمستقبل مصر الاقتصادي والسياسي، خاصة وهو أحد المرشحين البارزين في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
بدأ المهندس محمود عبادة زيدان حديثه بابتسامة تعكس فخره بأبناء بلدته قائلاً: "أنا ابن قرية العكريشة ببندر كفر الدوار، تربيت فيها وتعلمت منها معنى الجد والاجتهاد، فهي بلد طيبة، أهلها لا يعرفون المستحيل. حصلت على بكالوريوس الزراعة من جامعة عين شمس، وبدأت رحلتي في عالم التجارة مع والدي منذ التسعينيات في مجال المبيدات الزراعية، كانت تجربة صغيرة لكنها شكلت الأساس الذي بنيت عليه بعد ذلك مشروعي الكبير".
ويضيف: "من رحم التجربة العائلية نشأت فكرة تأسيس شركتي الخاصة — المجموعة الأوروبية — التي أصبحت اليوم كيانًا كبيرًا يخدم أكثر من 30 ألف مزارع في مختلف محافظات الجمهورية، عبر شبكة قوية تضم نحو 3000 تاجر، ويدعمهم فريق من 220 مهندسًا متخصصًا يقدمون الإرشاد الفني والدعم الميداني لتحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية. نحن نعمل من أجل الفلاح المصري، لأن الزراعة هي حياة هذا الوطن".
سألناه عن الدافع وراء تنظيم هذا الحدث الضخم الذي جمع شركات من مختلف القطاعات، فأجاب: "الفكرة كانت تراودني منذ سنوات، لكن ضغوط العمل حالت دون تنفيذها في حينها. ومع الوقت، بدأت ألاحظ تزايد تساؤلات الشباب في كفر الدوار عن فرص العمل، وشكواهم من قلة الفرص المناسبة. عندها قررت أن الوقت قد حان لأتحرك. استعنت بعلاقاتي الواسعة ومعارفي داخل أوساط رجال الأعمال والصناعة، وتواصلت مع الشركات الكبرى في البحيرة والإسكندرية لتجميعهم في مكان واحد لخدمة شباب بلدنا".
ويتابع بثقة: "الملتقى ليس مجرد فعالية مؤقتة، بل مشروع متكامل لبناء مستقبل مستدام للشباب. هدفنا الأساسي هو خلق فرص عمل حقيقية تليق بطموحاتهم، وليس مجرد وعود أو دعاية انتخابية كما يظن البعض. ولهذا، قمنا بتنظيم الملتقى على مدار **ثلاثة أسابيع**، بواقع ثلاثة أيام أسبوعيًا، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الشباب للتقديم والمقابلة المباشرة مع مسؤولي الشركات".
ويؤكد المهندس عبادة أن الاستجابة فاقت كل التوقعات "الحمد لله، فوجئت بإقبال كبير من الشركات الراغبة في المشاركة، تجاوز عددها 150 شركة تعمل في مجالات مختلفة، من الصناعات الغذائية إلى الملابس الجاهزة، ومن الصناعات الزخرفية إلى شركات الأدوية والتوكيلات التجارية والزجاج، مثل لاسيكو وبرميدز وغيرها. جميعها أبدت استعدادًا حقيقيًا لتوظيف الشباب فورًا، برواتب مجزية وتأمينات اجتماعية وصحية".
ويضيف بابتسامة رضا: "ما أسعدني أكثر هو تفاعل الشباب أنفسهم، فقد رأيت في عيونهم الأمل والرغبة في العمل، لا يريدون إلا فرصة حقيقية ليثبتوا قدراتهم. بعض الفتيات أعربن لي عن سعادتهن الغامرة لأنهن لأول مرة يجدن ملتقى بهذا التنظيم في مدينتهن دون الحاجة إلى السفر إلى القاهرة أو الإسكندرية".
ويخاطب المهندس محمود عبادة شباب كفر الدوار والبحيرة قائلاً: "رسالتي لهم بسيطة وواضحة: لا تفقدوا الأمل أبدًا. العمل موجود لمن يبحث بجد وإصرار. مصر تمر بمرحلة بناء كبيرة، والدولة تفتح آفاقًا جديدة في كل القطاعات. كل ما نحتاجه هو المبادرة والعمل الجماعي. هذه القاعة التي تجمعكم اليوم ليست مجرد ملتقى توظيف، بل منصة للأمل والفرصة والمسؤولية".
وعن سؤاله حول ترشحه للانتخابات البرلمانية المقبلة، قال بثقة وهدوء: "نعم، تقدمت بالفعل بأوراق الترشح، وحصلت على رمز الكتاب رقم (1)، وذلك استجابة لمطالب أهلي وأبناء دائرتي الذين يعرفونني جيدًا. أنا لا أسعى لأي مكسب شخصي، فالحمد لله لست في حاجة إلى شيء، ولكن أؤمن أن الخدمة الحقيقية لا تتوقف عند حدود العمل الخاص أو المساعدات الفردية، بل تمتد إلى المشاركة في صنع القرار وخدمة الناس من خلال موقع رسمي يمكن أن يحدث فارقًا أكبر".
ويضيف: "أنا أرى في البرلمان فرصة لتعزيز التنمية المحلية ودعم المشروعات الصغيرة، وتوسيع فرص التدريب للشباب، وإعادة النظر في سياسات التشغيل والتعليم الفني لتتناسب مع متطلبات سوق العمل. ما نحتاجه هو ربط التعليم بالإنتاج، وهذا ما أسعى إليه في برامجي ورؤيتي القادمة".
وفي جولة ميدانية داخل الملتقى، التقت "صدى الأمة" بعدد من الشباب والفتيات المشاركين، الذين عبروا عن سعادتهم بهذه المبادرة غير المسبوقة في كفر الدوار.
قال أحد المشاركين: "لم أكن أتوقع أن أجد هذا الكم من الشركات في مكان واحد داخل مدينتنا. قابلت مسؤولي توظيف من ثلاث شركات، وهناك فرص ممتازة برواتب تبدأ من 4000 جنيه. التنظيم رائع، وكل شيء يتم باحترام وشفافية".
وأكد أن الملتقى منحه أملاً جديدًا: "كنت أبحث عن فرصة عمل منذ عامين، واليوم وجدت أكثر من عرض مناسب لتخصصي. ما فعله المهندس محمود عبادة شيء عظيم، فهو لم ينتظر أحدًا ليقدم الدعم، بل بادر بنفسه لخدمة أبناء بلده".
وتحدثت إحدى المشاركات، عن سعادتها قائلة: "هذا الملتقى مختلف عن أي فعالية سابقة، هنا الشركات تبحث فعلاً عن موظفين، وليس مجرد دعاية. شعرت أن هناك جدية حقيقية، وهذا ما نحتاجه".
وأوضح القائمون على التنظيم أن الملتقى سيستمر لمدة ثلاثة أسابيع، بواقع ثلاثة أيام أسبوعيًا، حتى يتمكن أكبر عدد من الشباب من الحضور والتقديم.
وأكدوا أن الفكرة لا تتوقف عند التوظيف فقط، بل تتضمن أيضًا ورش تدريبية ولقاءات توعوية حول مهارات المقابلة الشخصية، والسير الذاتية، وفرص العمل في القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية.
وفي ختام الحوار، تحدث المهندس محمود عبادة عن رؤيته الأوسع لمستقبل التنمية في البحيرة ومصر قائلاً: "أنا مؤمن بأن التنمية تبدأ من الإنسان، من الشباب الذين يحملون طموحًا وإرادة. ما فعلناه اليوم هو خطوة صغيرة في طريق طويل. هدفي أن نؤسس لمبادرات مماثلة في كل مراكز البحيرة، وأن تصبح كفر الدوار نموذجًا في التشغيل والتنمية المحلية. لدينا الإمكانيات والعقول، فقط نحتاج إلى من يربطها بالفرص الفعلية".
وأضاف بتأمل: "كل ما أفعله نابع من إيماني العميق بأن خدمة الناس عبادة. نحن لسنا أفضل من أحد، ولكننا مطالبون بأن نمد أيدينا لمن يحتاج، وأن نفتح الأبواب أمام الأمل. هذا واجب وطني وإنساني في المقام الأول".
بهذا الحدث الكبير، يثبت المهندس محمود عبادة زيدان أن العمل المجتمعي ليس شعارات، بل إرادة تتحول إلى واقع.
فالملتقى لم يكن مجرد تجمع للشركات، بل رسالة واضحة بأن مصر الجديدة تبنى بسواعد أبنائها، وبأن شباب كفر الدوار لديهم من الحلم والإصرار ما يجعلهم شركاء في صناعة المستقبل.
صدى الأمة كانت هناك، تنقل الصورة الكاملة، وتؤكد أن ما بدأ في كفر الدوار اليوم قد يكون شرارة لنهضة محلية جديدة تمتد إلى كل ربوع مصر.






