عاصفة نادرة تضرب جنوب كاليفورنيا وتحذيرات من شتاء قاس في أمريكا
شهدت ولاية كاليفورنيا موجة جوية غير معتادة، حيث اجتاحت عاصفة نادرة مناطق واسعة من الجنوب، مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح عاتية، ما تسبب في حالة من الفوضى على الطرقات وهدد مناطق عدة بانهيارات طينية، خاصة تلك التي تضررت مؤخرًا من حرائق الغابات.
وأصدرت السلطات المحلية أوامر بإخلاء بعض المناطق المعرضة للخطر، فيما سجلت الشرطة عدة حوادث مرورية بسبب السيول التي غمرت الطرق، في مشهد يعكس بداية مبكرة لشتاء يوصف بأنه سيكون من الأقسى على الولايات المتحدة منذ سنوات.
وكان خبراء الأرصاد الجوية قد حذروا خلال الأسبوع الماضي من موسم شتوي مضطرب، من المتوقع أن يجتاح مساحات واسعة من البلاد بعواصف ثلجية وصقيع شديد، مع احتمالات لحرائق في مناطق أخرى جافة. وتشير التوقعات إلى أن فصل الشتاء المناخي سيبدأ مبكرًا هذا العام، مع حلول ديسمبر، حيث يُنتظر اندفاع كتل هوائية باردة قادمة من كندا نحو الغرب الأوسط والبحيرات العظمى، لتتسبب في تساقط كثيف للثلوج وتشكّل عواصف محلية قوية.
وتُظهر النماذج المناخية الحديثة أن بعض هذه الأنظمة الجوية قد تتطور إلى ما يُعرف بعواصف "نورإيستر"، التي تضرب عادة السواحل الشمالية الشرقية للولايات المتحدة، مسببة شللاً في الحركة الجوية والبرية.
من جانبه، أصدر المركز الوطني للأرصاد الجوية الأمريكي تحذيرات عاجلة من فيضانات مفاجئة في مقاطعات عدة شهدت حرائق غابات خلال الأشهر الماضية، محذرًا من خطورة التربة الهشة التي تزيد من احتمالات الانهيارات الطينية.
ووفقًا لتقارير الأرصاد، بلغت كميات الأمطار في جبال مقاطعة فينتورا نحو 8.9 سنتيمترات، بينما سجلت الضواحي الغربية لمدينة لوس أنجلوس نحو 5 سنتيمترات، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في الشوارع والمناطق المنخفضة.
وفي سياق متصل، أكد المركز الوطني الأمريكي للأعاصير أن العاصفة الاستوائية "لورينزو" التي تشكلت مؤخرًا فوق المحيط الأطلسي فقدت قوتها تدريجيًا أثناء تحركها باتجاه الشمال الغربي، مشيرًا إلى أنها لا تمثل خطرًا على اليابسة. وبلغت سرعة رياحها القصوى 65 كيلومترًا في الساعة، بينما كانت تتحرك بسرعة 19 كيلومترًا في الساعة على بُعد نحو 2300 كيلومتر غرب جزر الرأس الأخضر.
وأوضح الخبراء أن العاصفة يُتوقع أن تتجه شمالًا ثم شمال شرق خلال الأيام المقبلة قبل أن تتبدد تمامًا، دون أن تصل إلى أي مناطق مأهولة.
وتعكس هذه التطورات الجوية المتسارعة مؤشرات واضحة على اضطراب مناخي متزايد، وسط تحذيرات من أن فصل الشتاء القادم قد يشهد ظواهر جوية متطرفة، بين عواصف ثلجية مدمرة في الشمال الغربي وفيضانات في الجنوب، ما يجعل موسم 2025-2026 من أكثر المواسم التي تترقبها الأرصاد الأمريكية بحذر شديد.