في الزاوية العكسية.. غضب جماهير الزمالك ينتقل من الإدارة إلى جون إدوارد
بقلم: عمر مغيب
يمر نادي الزمالك بأسوأ فترة زمنية منذ إنشائه عام 1911 وحتى الآن، حيث يعيش النادي أزمات متعددة، أبرزها مشكلة أرض أكتوبر والأزمة المالية الطاحنة التي انعكست آثارها على فريق كرة القدم، الذي يعد المرآة التي ينظر إليها كل محب للزمالك، وما أكثرهم في مصر والوطن العربي.
تفاقمت الأوضاع بسبب فشل مجلس الإدارة في حل أي من القضايا العالقة أو خوض مواجهة حقيقية مع أي من عناصر اللعبة، سواء اتحاد الكرة أو رابطة الأندية أو حتى البرامج الرياضية، ما أفقد المجلس قدرته على الدفاع عن مصلحة النادي، وأجج مشاعر الغضب لدى الجماهير.
ورغم الدعم المعنوي الذي حظي به مجلس حسين لبيب وأعضاء مجلسه، إلا أن الأداء الإداري ما زال يسير في طريق لا يبشر بالنجاح أو حتى بالعودة إلى المسار الصحيح.
في خضم هذا المشهد، كان جون إدوارد بعيدًا عن دائرة الانتقاد الجماهيري، رغم تمسكه وعِناده في الإبقاء على مدرب "مدرسة المشاغبين"، في وقت تتفق فيه منظومة كرة القدم بنادي الزمالك — من لاعبين سابقين ومدربين ومحللين وحتى الجمهور المغلوب على أمره — على ضرورة إقالته لعدم تقديمه ما يثبت امتلاكه القدرة على قيادة نادٍ بحجم الزمالك، كبير القارة الإفريقية.
إلا أن إدوارد ظلّ يكابر حتى نال نصيبه من الغضب الجماهيري خلال مباراة إياب دور الـ32 أمام فريق ديكيداها الصومالي، التي أقيمت باستاد السلام، وانتهت بفوز الزمالك بهدف سيف الجزيري، ليصعد الفريق بمجموع المباراتين بنتيجة سبعة أهداف دون مقابل.
ورغم التأهل، لم تصمت الجماهير أمام ما وصفته بـ«عبث» المدرب الذي يحميه جون إدوارد، بعد سلسلة من الأخطاء الفنية التي يصرّ فيريرا على ارتكابها. فقد رأى الجمهور أن المدرب يتعمد استبعاد لاعبين يستحقون الفرصة في مباراة سهلة مثل محمود جهاد، الغائب عن الفريق منذ الموسم الماضي، إلى جانب استبعاد محمد شحاتة أحد أهم لاعبي الفريق، وكذلك أحمد ربيع الذي أثبت قدرته على قيادة خط الوسط بعد مشاركته في أول ثلاث مباريات له مع الزمالك منذ انضمامه من البنك الأهلي.
كما أثار استبعاد بارون أوشينج استغراب الجماهير، إذ كان اللاعب قد شارك لأول مرة في مباراة الذهاب أمام بطل الصومال وقدم أداءً مقبولًا، ما جعل الجماهير تترقب أداءه في الإياب للحكم عليه بشكل كامل، غير أن قرار فيريرا بعدم الدفع به فجّر حالة من الغضب.
وتصاعدت الأجواء أكثر عندما أهدر محمد السيد ركلة جزاء، وهو اللاعب المغضوب عليه جماهيريًا بسبب رفضه تجديد عقده مع النادي وسط تسريبات تؤكد توقيعه لمنافس الزمالك. عندها، تحوّل غضب الجماهير إلى المدرجات، ليصل مباشرة إلى جون إدوارد، الذي وضعته الجماهير في نفس خانة مجلس الإدارة: **لا دعم، لا دفاع، لا صمت بعد الآن.**
