اعتماد معايير وطنية لبنوك الدم يعزز سلامة المرضى ويرسخ الثقة في منظومة نقل الدم
كتبت- فتحية حماد
أكد الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن إقرار واعتماد معايير وطنية لبنوك الدم يمثل خطوة استراتيجية ومحورية لضمان أمن وسلامة الدم ومشتقاته، باعتبارها أحد الركائز الأساسية لحماية المرضى وتعزيز ثقة المجتمع في منظومة نقل الدم على مستوى الجمهورية.
وأوضح رئيس الهيئة أن إحكام منظومة بنوك الدم يسهم بشكل مباشر في تقليل الأخطاء البشرية خلال مراحل التسجيل والفحص والتخزين والصرف، من خلال تطبيق إجراءات تشغيل قياسية واضحة، مدعومة بالميكنة وأنظمة رقابية حديثة، بما يضمن أعلى مستويات الجودة والسلامة في جميع مراحل التعامل مع الدم.
وأشار الدكتور أحمد طه إلى أن المعايير الوطنية الجديدة تستهدف في المقام الأول حماية المتبرعين وضمان سلامة المرضى، إلى جانب توحيد سياسات وإجراءات العمل بكافة بنوك الدم وفق أسس علمية دقيقة تقلل إلى أدنى حد من مخاطر نقل العدوى أو وقوع الأخطاء، وهو ما ينعكس إيجابًا على كفاءة الخدمة المقدمة ويعزز ثقة المجتمع والكوادر الطبية في منظومة نقل الدم.
وأضاف أن هذه المعايير تتضمن بروتوكولات تفصيلية لتقييم المتبرعين طبيًا، وإجراء فحوصات معملية شاملة للكشف عن الأمراض المعدية قبل قبول أي وحدة دم، فضلًا عن وضع ضوابط دقيقة لعمليات التخزين والنقل، بما يضمن الحفاظ على كفاءة مكونات الدم وتقليل احتمالات التلف أو الخطأ أثناء التداول.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة معايير اعتماد بنوك الدم، الذي خُصص لمناقشة واعتماد المعايير الوطنية الجديدة، الهادفة إلى رفع كفاءة وجودة خدمات نقل الدم، وضمان توافر دم آمن للمرضى بمختلف المحافظات، دعمًا لمنظومة الرعاية الصحية وتعزيزًا لسلامة المرضى.
وأكد رئيس الهيئة أن ربط بنوك الدم بشبكات معلومات موحدة وقواعد بيانات مركزية للمتبرعين يتيح توزيع وحدات الدم بكفاءة وفقًا للاحتياجات الفعلية للمستشفيات والمراكز الصحية، ويحقق العدالة في التوزيع بين المحافظات، ويمنع حدوث عجز في بعض المناطق مقابل فائض غير مستغل في مناطق أخرى.
وشدد الدكتور أحمد طه على أهمية التدريب المستمر للعاملين ببنوك الدم من أطباء وفنيين وهيئات تمريض، لضمان الالتزام بأحدث الممارسات العلمية والتقنية، وتبني منهجية التحسين المستمر من خلال المراجعة الدورية للإجراءات، وتحليل الحوادث والأخطاء، وتطبيق خطط تصحيحية ووقائية تحافظ على أعلى مستويات الجودة والسلامة.
وأشار إلى أن اعتماد معايير وطنية لبنوك الدم يوفر إطارًا موحدًا لتقييم الأداء، ومؤشرات واضحة لقياس جودة الخدمات بين المؤسسات المختلفة، كما يسهم في ترشيد استخدام وحدات الدم ومشتقاته والحد من الهدر، وتوجيه الموارد إلى المناطق الأكثر احتياجًا، مؤكدًا أن وجود اعتماد رسمي قائم على معايير وطنية معتمدة يبعث برسالة طمأنة وثقة للمجتمع والكوادر الطبية، بأن الدم المستخدم طبيًا يخضع لمنظومة رقابية دقيقة ويُدار وفق أفضل الممارسات العالمية في مجال نقل الدم.
وشارك في الاجتماع عدد من الخبراء والمتخصصين في مجال بنوك الدم والباثولوجيا الإكلينيكية، من بينهم الدكتورة عزة محمد صادق، أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية ومستشار العميد والمدير التنفيذي لمستشفيات جامعة عين شمس لشؤون بنوك الدم، والدكتور السيد العقدة عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والدكتورة ريم جان فريد أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية ومقرر لجنة بنوك الدم بالمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، واللواء الدكتور أحمد محمد فاروق أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية بالأكاديمية الطبية العسكرية، إلى جانب نخبة من قيادات وخبراء خدمات نقل الدم القومية وأعضاء الهيئة.
