رسالة دكتوراه بكلية التربية جامعة دمياط ترسم مستقبل تدريب القيادات التعليمية
كتب أ.د. السيد الشربيني
احتضنت كلية التربية بجامعة دمياط مناقشة رسالة دكتوراه حملت بين صفحاتها طموحًا وطنيًا ورؤية فكرية عميقة، جسّدها الباحث محمد محمود صابر في عمل أكاديمي جاد يعكس وعيًا بقضايا التعليم، وإدراكًا لتحدياته، وإيمانًا بدوره المحوري في بناء الإنسان. وقد جاءت المناقشة بحضور الأستاذ الدكتور حمدان ربيع رئيس جامعة دمياط، والأستاذة الدكتورة أماني عوض عميد كلية التربية، ونخبة من القيادات الأكاديمية والعلمية والشخصيات العامة، في أجواء أكاديمية راقية اتسمت بالاحترام والتقدير للعلم والبحث.
وتعد هذه الرسالة محطة فكرية مهمة ناقشت أحد أكثر الملفات حيوية، وهو تطوير منظومة تدريب القيادات التعليمية، بوصفها حجر الأساس في إصلاح التعليم وبناء مؤسساته على أسس عصرية تتسق مع رؤية مصر 2030. وقد قدّم الباحث طرحًا علميًا متماسكًا، انطلق فيه من قراءة واعية للواقع، ورصد دقيق للتحديات، وصولًا إلى تصور استراتيجي يربط بين التخطيط التربوي ومتطلبات التنمية المستدامة.
وضمت لجنة الإشراف والحكم قامات علمية مرموقة، على رأسها الأستاذ الدكتور الهلالي الشربيني الشربيني، أستاذ أصول التربية المتفرغ ووزير التربية والتعليم والتعليم الفني الأسبق، مناقشًا، والأستاذ الدكتور علي صالح جوهر، أستاذ التخطيط التربوي المتفرغ وعميد كلية التربية النوعية الأسبق بجامعة دمياط، مناقشًا، والأستاذ الدكتور محمد حسن أحمد جمعة، أستاذ أصول التربية ووكيل كلية التربية لشؤون التعليم والطلاب بجامعة دمياط، مشرفًا على الرسالة، حيث أداروا مناقشة علمية رصينة عكست عمق الموضوع وأهمية نتائجه.
وجاءت الرسالة بعنوان استراتيجية لتطوير منظومة تدريب القيادات التعليمية بالتعليم العام في محافظة الدقهلية وفق رؤية مصر 2030 لمواجهة بعض المشكلات المعاصرة، لتسلط الضوء على أوجه القصور في برامج التدريب الحالية، وعلى رأسها ضعف قياس العائد التدريبي، ومحدودية مشاركة القيادات التعليمية في تحديد احتياجاتهم الفعلية، مقدمةً رؤية متكاملة تسعى إلى تحويل التدريب من إجراء شكلي إلى أداة فاعلة للتطوير المؤسسي.
وأشاد أعضاء لجنة المناقشة بما تميزت به الرسالة من عمق علمي ومنهجية دقيقة، وبما أظهره الباحث من نضج فكري وقدرة على الربط بين النظرية والتطبيق، مؤكدين أن الدراسة تمثل إضافة نوعية في مجالي أصول التربية والتخطيط التربوي، وتسهم بفاعلية في دعم توجه الدولة نحو تطوير منظومة التعليم وبناء قيادات تعليمية قادرة على مواكبة العصر.
وقررت لجنة الإشراف والحكم في ختام المناقشة منح الباحث درجة دكتوراه الفلسفة في التربية بتقدير ممتاز، مع التوصية بتداول الرسالة بين الجامعات المصرية وطباعتها على نفقة الجامعة، تقديرًا لقيمتها العلمية، ولما تحمله من أفكار ورؤى يمكن أن تسهم في رسم ملامح مستقبل أكثر كفاءة وفاعلية للتعليم في مصر.
