المبادئ لا تتجزأ
بقلم حسين الحانوتي
الأصل في الإنسان هو الخلق الحسن الطيب الذي يضم جميع الفضائل لكن ما إن يبدأ الطفل يكبر بالعمر حتى تصبح لديه الأخلاق المكتسبة من البيئة المحيطة والأهل والأصدقاء وربما تتلوث فطرته السليمة وتتهيأ مبادئه للتغيير ويكتسب أخلاقا سيئة بسبب سوء التربية وأصدقاء السوء وربما حافظ على فطرته السليمة إذا نشأ في بيئة صالحة تحثه على الخير وتعلمه مكارم الأخلاق.
و تختلف مبادئ الفرد من مكان لاخر متأثرا بتربيته اولا ثم بما رسخ داخله من مقومات تؤهله لاتخاز قرار ناتج من مبدأه سواء تاثرا بتعاليم دينه او بيئته
ولقد مجد القرآن الكريم المسلمين الثابتين والمستمسكين بمبادئهم الرفيعة و رسول الله صلى الله عليه وسلم خير مثالٍ للإنسان الثابت على مبادئه فكان هو وأهل بيته واصحابه الذين امنوا برسالته يحمون المبادئ ويضحون في سبيلها بكل ما يملكون من مال ونفس فكان الرسول يزداد ثباتا وإصرارا كلما زادت عليه المؤامرات من الكفار والظالمين فبهذا الصمود والثبات تزلزلت قوى الظلم والكفر
والبشر نوعان منهم ثابت لا تتأثر مبادئه بعواطفه ومشاعره مهما كانت الظروف صعبة وقاسية فإنه يثبت على المبدأ الذي اتخذه ثباتا لا يتراجع ولا يتزحزح عنه ويتمسك به بكل ما أوتي من قوة مهما كلف الأمر وفي بعض الأحيان قد يبلغ به الثبات الشديد إلى التطرف في اتجاه معين وهذا دليل على الصدق والإخلاص والمتانة والأخلاق الحميدة بشرط ألا يصل بثباته إلى درجة التعصب الباطل والثقة العمياء فيتصرف انفعالا بما يخالف مبادئه
والنوع الثاني يثبت على مبدأ معين اليوم ويتخلى عنه غدا فهو غير صادقٍ في قراره وفكره تجاه هذا المبدأ وهذا بسبب ضعفه فلا دين له ولا اصل لبيئته ولا تاثير فلا صديق ولا رفيق ولا حبيب وحتى أنه يكون غير قادر على الثبات في قيام أي مشروع في حياته فيفقد الناس ثقتهم به ويصبح لا يؤتمن ولا يصدق ومن السهل عليه تغير مبدأه من اجل مصلحته الشخصيه غير مبال او مهتم بصداقات او قرابه او عشره المهم بالنسبه له المصلحه والمظهر
وختاما عالم تتجلى فيه المبادئ والقيم هو عالم يسوده السلام والعدل والتعاون عالم يستحق أن تعيش فيه وتسعى لبنائه ودوما اصحاب المبادئ الصحيحه هم الشواذ في زمن تاهت فيه القيم والمبادئ
