متحف آثار ملوي يحتضن تاريخ المنيا ويجسد عبقرية الإنسان المصري
كتب- مصطفى الكومى
قام اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، بجولة تفقدية داخل متحف آثار ملوي للاطلاع على سير العمل في هذه المنشأة الثقافية التي تُعد من أهم المنارات الأثرية في صعيد مصر، وذلك في إطار دعم القطاعين السياحي والأثري بالمحافظة وتسليط الضوء على الكنوز التاريخية الغنية التي تزخر بها المنيا، عروس الصعيد.
واستمع المحافظ خلال الجولة إلى شرح السيدة جيهان نسيم سامي، مديرة المتحف، حول تاريخ إنشائه وإعادة افتتاحه في 22 سبتمبر 2016، مع اعتماد سيناريو عرض متحفي حديث ومتطور يواكب المعايير العالمية للعرض والحفظ. وأوضحت سامي أن المتحف يضم ثلاث قاعات رئيسية بالدور الأرضي تحتوي على نحو 950 قطعة أثرية نادرة، تمثل مرآة حقيقية للعصور التاريخية التي مرت بها مصر بدءًا من العصر الفرعوني مرورًا بالعصرين اليوناني والروماني ووصولًا إلى الحضارتين القبطية والإسلامية.
وتفقد المحافظ القاعات الثلاث، حيث تضم القاعة الأولى القطعة الأبرز بالمتحف وهي تمثال الأميرة عنخ إس إن با أتن ابنة الملك أخناتون والملكة نفرتيتي، إلى جانب معروضات تسلط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية للمصري القديم مثل أدوات الزينة وحفظ العطور ووسائل الإضاءة ونماذج النوافذ المعمارية.
أما القاعة الثانية، فتضم معروضات الحياة الجنائزية، التي تقدم تصورًا متكاملًا للعالم الآخر من خلال مجموعة متنوعة من التوابيت والأبواب الوهمية، لتعكس طرق الدفن المختلفة والمكانة الاجتماعية للمتوفى وفقًا لخامات التوابيت وأحجامها وزخارفها.
وفي القاعة الثالثة، تستعرض مظاهر الحضارة المصرية عبر العصور المختلفة، بما فيها نماذج نسيجية وأواني كانوبية ومجموعة من العملات اليونانية والرومانية المصنوعة من الفضة والبرونز، وصولًا إلى أيقونة للسيدة العذراء من العصر القبطي ومصحف أثري نادر مكتوب بخط اليد من العصر العثماني يعكس روعة الزخارف الإسلامية وجماليات الخط العربي.
وأكد اللواء عماد كدواني أن متحف آثار ملوي لا يمثل مجرد مكان لعرض القطع الأثرية، بل هو ذاكرة حضارية حية توثق عبقرية الإنسان المصري في منطقة مصر الوسطى عبر آلاف السنين، مشيرًا إلى أن المتحف يجسد بانوراما تاريخية متكاملة استطاعت جمع شتات الحضارات المصرية في مكان واحد، وأن إعادة افتتاحه عام 2016 كانت رسالة واضحة بأن هوية المنيا وتاريخها عصيان على الاندثار، مما يجعله وجهة ثقافية وسياحية مهمة للباحثين والزائرين.
ومن جانبها، أكدت مديرة المتحف أن دور المؤسسة لا يقتصر على العرض فقط، بل يشمل أقسامًا متخصصة في التربية المتحفية لذوي الهمم، إلى جانب قسم تعليمي مخصص لطلاب المدارس، حيث يتم تنفيذ ورش عمل وأنشطة تدريبية وحرفية تهدف إلى ربط الأجيال الجديدة بتاريخ أجدادهم وتعزيز الوعي الأثري لديهم.
