recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

صُنع في فيسبوك ! (صناعة اللاشىء)


بقلم /رضا حليمه

على مدار ساعات مضت ولا حديث للسوشيال ميديا إلا عن الطالب الذي لم يتمكن من دخول كلية التربية الرياضية بسبب عيب خَلقي ظاهر وواضح (الشفة الأرنبية).

والقصة ببساطة شديدة واختصار كما رواها أطرافها (الطالب والعميد وأعضاء مجلس الكلية المنوط بهم اختبار الطلاب)
طالب ذهب للاختبار ولم يحالفه التوفيق بسبب عيب ظاهر يمنعه قانونا من دخول الكلية والانتساب إليها كطالب. "انتهت القصة" هنا لتبدأ معها قصة جديدة بطلها اللايك والشير!

بعد أن لملم الطالب أوراقه وعاد إلى بيته وجلس في حجرته بدأ كأي طالب عنده القليل من الثقافة والصبر على كتابة منشور على صفحته على الفيس بوك بدأ يكتب ما حدث معه ويروي جزء من تفاصيل يومه!
وفجأة بين طرف عين وانتباهتها بدأ الأصدقاء يشاركونه حالاته ثم أصدقاء الأصدقاء ثم من لايجدون شيئاً يكتبونه بدأوا يشاركون.. لدرجة ان الطالب نفسه وأصدقائه من بعده أصيبوا بحالة من الذهول جراء هذا التفاعل الغير مسبوق..!

وما حدث بعد ذلك(وهو المعهود بعد كل قضية او مشكلة تُثار)هو الدخول في مرحلة المتاجرة والمزايدة من صفحات ومواقع وقنوات لها مآرب أخرى..

والخلاصة أن المشكلة ليست في الطالب ولا في عميد الكلية ولا في أعضاء هيئة التدريس ولا في مجلس الجامعة.

وإنما فينا نحن..!! من يقللون الكثير، ويكثرون القليل، من يصنعون من التافهين أبطالا، ومن الأبطال أقزاما.

المشكلة فيمن تكلموا فيما لايفهمون ولم يتركوا الفن لأهله. وقديما قيل (من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب) وصرنا والله في زمن العجائب!

هذه الحالة للطالب أحمد عمر ليست فردية ولا نادرة وإنما متكررة بشكل يدق ناقوس الخطر! وصل الحال بنا إلى الثوابت الدينيه والاجتماعية والأسرية.. فقد ظهر في بلادنا ١٠٠ مليون مفتى و١٠٠ مليون محلل سياسي واقتصادي و١٠٠مليون ناقد....الخ.
تحية إلى الطالب والعميد وأعضاء هيئة التدريس.. ليست لهم يد في صناعة هذه الأحداث وهذه الحاله.

والرسالة التي لابد أن نوجهها ويوجهها كل مثقف وواعي وحريص على بناء هذا الوطن.. إذا كان من الجلوس والتعامل مع السوشيال ميديا بُد، فلنكن مستثمرين بكل طاقتنا وبما حبانا الله سبحانه وتعالى من إمكانيات استثماراً ينهض بنا على المستوى الشخصي والعام..

وهل لي أن أتصور ونحن ما زلنا نتكلم عن قصة الطالب أحمد وما حدث معه لو سُلطت كل هذه الأضواء وكل هذا الجهد على ما ينفع الطالب والمجتمع والتعليم ككل.. لاستفاد الجميع ولو بمعلومه.. او حتى في تغيير بند من بنود القبول لهذه الكلية وغيرها.. او الإهتمام بمستوى التعليم.. او وجود بدائل قانونيه ومُرضية لأحمد ولكل أحمد ٠!

إن علينا ونحن نتعامل مع أخطر وسائل العصر (السوشيال ميديا) أن نكون في خانة الفاعل لا المفعول به٠

وأن نصنع نحن الحدث الذي يعود بالنفع على الجميع لا أن نكون وقودا لفاعلين آخرين لاندري ماذا يريدون بنا.

وإلا فليسعنا دور المتفرج الذي يشاهد الأحداث ولايشارك فيها إلى أن يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود.!
وأخيراً

أن تكون ذنباً أي "ذيلا" في الحق وفيما هو نافع، خير لك من أن تكون رأساً في في الباطل وكل ما هو تافه.
google-playkhamsatmostaqltradent