recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن عبد الله بن عبد الأسد (الجزء الأول)


ماذا تعرف عن عبد الله بن عبد الأسد (الجزء الأول)


إعداد - محمـــد الدكـــرورى

ومازال الحديث موصولا عن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ولقد أخبر الله تعالى، أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فيا ويل من أبغضهم أو سبَّهم أو أبغض بعضهم أو سب بعضهم، وإن في فضل الصحابة الكرام، كثير من الأحاديث الشريفه، ومنها ما رواه الإمام البخاري، من حديث أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال " يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس فيقولون، وهو يعني الناس المغزوّين، يقولون لهذا الجيش، أفيكم من صاحب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول الجيش نعم فيفتح لهم، يعني كرامة من الله تعالى، لهم أن الناس لا يقاتلونهم ما دام فيهم صحابة.

وقال صلى الله عليه وسلم " ثم يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس فيقال فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعني فيكم أحد من التابعين، قال فيقولون نعم قال فيفتح لهم، وقال صلى الله عليه وسلم " ثم يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس فيقال أفيكم من صاحب أصحاب أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ويعني تابع التابعين، قال فيقال نعم فيفتح لهم " رواه البخارى، وعن جابر بن عبد الله قال، قيل للسيده عائشة رضي الله عنها " إن ناسا يتناولون أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، حتى أبا بكر وعمر، فقالت السيده عائشة " وما تعجبون من ذلك انقطع عنهم العمل فأحب الله ألا ينقطع عنهم الأجر، وهى تعني أن الصحابة لما ماتوا أحب الله تعالى.

إن تستمر لهم الحسنات فكل من سبّهم ُأُخِذ من حسناته ووضع لهم فإن لم يكن لهذا السّاب حسنات أُخِذ من سيئاتهم وطرحت عليه " وسوف نتحدث عن صحابى من السابقين الأولين إلى الإسلام ألا وهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي وهو صحابي بدري من السابقين إلى الإسلام، وهو ابن السيده برة بنت عبد المطلب عمة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأخو النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من الرضاعة، والسيده بَرّة بنت عبد المطلب بن هاشم الهاشمية القرشية، هى عمة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وعمة الإمام علي بن أبي طالب، وقد كانت من الشاعرات الأديبات، وقد رثت أباها عند وفاته، وهى لم تدرك البعثة النبوية الشريفه.

وكان الدها، هو عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وكانت والدتها هى السيده فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشية، وقد كان أخوتها، هم الحارث، والزبير، والعوام، وقثم، والغيداق، والمقوم، وأبو طالب، والحمزة، والعباس، وضرار، وعبد الله، وعبد الكعبة، وحجل، وأبو لهب، وصفية، وعاتكة، وأروى، وبرة، وأم حكيم البيضاء، وكان أزواجها وابنائها، عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب، وهو والد أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي البدري ثم بعد عبد الأسد بن هلال.

فقد خلفَ عليها أبو رهم بن عبد العزى العامري، فولدت له أبا سبرة وهو أحد البدريين، وقد تزوجها في الجاهلية عبد الأسد بن هلال، فولت له أبا سلمة، وهو زوج أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم خلف عليها أبو رهم بن عبد العزى بن أبي قيس، فولدت له أبا سبرة بن أبي رهم وهو شهد بدراً، ولم تدرك المبعث النبوي، وقد قيل إن عبد المطلب لمّا احتضر جمع بناته وكن ستا فقال لهن: ابكين علىّ حتى أسمع، ففعلن، وأما عن عبد الله فهو عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي، وقد تزوج رضي الله عنه من أم سلمة، وهي هند بنت أبي أمية، ثم صارت بعده للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد قال ابن حجر في الإصابة، وكان اسمه عبد مناف, فغيره النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فسماه عبد الله، وقد قال ابن إسحاق، أنه أسلم عبد الله بعد عشرة أنفس، وكان من السابقين الأولين، وكان إسلامه هو وعثمان بن مظعون وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد في ساعة واحدة قبل دخول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وقد روي ابن أبي عاصم في الأوائل من حديث ابن عباس، أن أول من يأخذ كتابه بيمينه أبو سلمة بن عبد الأسد، وأول من يأخذ كتابه بشماله أخوه سفيان بن عبد الأسد، وكان أبو سلمة أول من هاجر إلى المدينة، وزاد ابن منده، وإلى الحبشة, وقد ذكره موسى بن عقبة وغيره من أصحاب المغازي.

فيمن هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة وفيمن شهد بدرا، وعن هجرة أبي سلمة إلى المدينة يقول ابن حجر، عن سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة قال، لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل بعيرا له وحملني وحمل معي ابني سلمة ثم خرج يقود بعيره, فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه, فقالوا، هذه نفسك غلبتنا عليها, أرأيت صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها في البلاد؟ ونزعوا خطام البعير من يده وأخذوني, فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد وأهووا إلى سلمة, وقالوا، والله لا نترك ابننا عندها إذا نزعتموها من صاحبنا فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده, وانطلق به بنو عبد الأسد ورهط أبي سلمة, وحبسني بنو المغيرة عندهم, وتقول زوجته السيده أم سلمه، فانطلق زوجى أبو سلمة حتى لحق بالمدينة.

ففرقوا بيني وبين زوجي وابني, فكنت أخرج كل غداة وأجلس بالأبطح فما أزال أبكي حتى أمسي سبعا أو قريبها حتى مر بي رجل من بني عمي فرأى ما في وجهي, فقال لبني المغيرة، ألا تخرجون من هذه المسكينة فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها, فقالوا، الحقي بزوجك إن شئت, ورد على بنو عبد الأسد عند ذلك ابني فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري, ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة وما معي أحد من خلق الله, فكنت أبلغ من لقيت حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار, فقال، إلى أين يا بنت أبي أمية قلت، أريد زوجي بالمدينة، فقال، هل معك أحد, فقلت، لا والله إلا الله وابني هذا, فقال، والله مالك من مترك فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني.

فوالله ما صحبت رجلا من العرب أراه كان أكرم منه, إذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها, فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري قدمه ورحله، ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل، إنا لله وإنا إليه راجعون, اللهم عندك احتسبت مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني منها خيرا", فلما احتضر أبو سلمة قال " اللهم اخلف في أهلي خيرا مني، فلما قبض, قالت أم سلمة، إنا لله وإنا إليه راجعون, عند الله احتسبت مصيبتي فأجرني فيها، وقال أبو بكر بن زنجويه، توفي أبو سلمة في سنة أربع من الهجرة بعد منصرفه من غزوة أحد، فقد انتقض به جرح كان أصابه بأحد، فمات منه فشهده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذا قال ابن سعد.

ماذا تعرف عن عبد الله بن عبد الأسد (الجزء الأول)
google-playkhamsatmostaqltradent