recent
أخبار ساخنة

ماذا تعرف عن عمرو بن أمية الضمري (الجزء الأول)

 ماذا تعرف عن عمرو بن أمية الضمري (الجزء الأول)



كتب - محمـــد الدكـــرورى

الصحابى عمرو بن أمية الضمري الكناني، وهو صحابي جليل وهو أحد أَنجاد العرب ورجالها نجدة وجراءَة وشجاعة وإقداما وفاتكا من فتاكهم في الجاهلية وقد بعثه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في سرية وحده إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة، وكان مسيحيا عادلا، والحبشه هى أثيوبيا حاليا، وكما بعثه النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في سرية لقريش وكان هو الناجي الوحيد من الصحابة الذين خرجوا في سرية بئر معونة، وهى سرية المنذر بن عمرو، أو سرية بئر مَعُونة، وهي أحد سرايا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أرسل فيها الصحابي المنذر بن عمرو في أربعين رجلا إلى أهل نجد ليعلموهم القرأن الكريم، فغدوا وقتلوا جميعا الا واحد، وهو الصحابي كعب بن زيد، وقد شفي من جراحه واستشهد في غزوة الخندق.
وقد دعا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ثلاثين صباحا دعاء القنوت على قبائل رعل وذكوان وبني لحيان وعصية الذين قتلوا الصحابة وقدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر، ملاعب الأسنة على رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بالمدينة المنورة فعرض عليه الإسلام ودعاه إليه فلم يسلم ولم يبعد، وقال يا محمد لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إني أخشى عليهم أهل نجد، فقال أبو براء أنا لهم جار، فبعث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة المعنق في أربعين رجلا من أصحابه من خيار المسلمين، وكان فيهم الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان وهو أخو بني عدي بن النجار، وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي.
ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر مع رجال من خيار المسلمين، فساروا حتى نزلوا بئر معونة، وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم، فلما نزلوا بعثوا حرام بن ملحان بكتاب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلى عامر بن الطفيل، فلما أتاه لم ينظر في الكتاب حتى عدا على الرجل فقتله، ثم استصرخ عليهم بني عامر فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم، وقالوا لن نخفر أبا براء وقد عقد لهم عقدا وجوارا، فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم وهم عصية ورعلا وذكوان والقارة، فأجابوه إلى ذلك، فخرجوا حتى غشوا القوم، فأحاطوا بهم في رحالهم، فلما رأوهم أخذوا أسيافهم، ثم قاتلوا القوم حتى قتلوا عن آخرهم، إلا كعب بن زيد أخو بني دينار بن النجار، فإنهم تركوه به رمق، فارتث من بين القتلى فعاش حتى استشهد يوم غزوة الخندق.
وكان في سرح القوم عمرو بن أمية الضمري، ورجل من الأنصار من بني عمرو بن عوف فلم ينبئهما بمقتل القوم إلا الطير تحوم حول العسكر، فقالا والله إن لهذه الطير لشأنا، فأقبلا لينظرا فإذا القوم في دمائهم، وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة، فقال الأنصاري لعمرو بن أمية ماذا ترى، فقال أرى أن نلحق برسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فنخبره الخبر، فقال الأنصاري لكني لم أكن لأرغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو وما كنت لأخبر عنه الرجال فقاتل القوم حتى استشهد، وأخذ عمرو أسيرا، فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل وجز ناصيته، وأعتقه عن رقبة كانت على أمه، فيما زعم، ثم خرج عمرو بن أمية حتى إذا كان بالقرقرة من صدر قناة، أقبل رجلان من بني عامر حتى نزلا في ظل هو فيه، وكان مع العامريين عهد من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وجوار لم يعلمه عمرو بن أمية، وقد سألهما حين نزلا ممن أنتما.
قالا من بني عامر فأمهلهما حتى إذا ناما عدا عليهما وقتلهما، وهو يرى أن قد أصاب بهما ثأرا من بني عامر فيما أصابوا من أصحاب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فلما قدم عمرو بن أمية على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أخبره بالخبر، فقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لقد قتلت قتيلين لأدينهما، ثم قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، هذا عمل أبي براء قد كنت لهذا كارها متخوفا، فبلغ ذلك أبا براء فشق عليه إخفار عامر إياه، وما أصاب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسببه وجواره، وأما عن عمرو بن أميه فهو، أبو أمية الضمري الكناني، عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جُدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وهو من نسل نبي الله إسماعيل ابن خليل الله إبراهيم عليهما السلام وقد كناه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أبا أمية، وقد كانت زوجته هي السيده سخيلة بنت عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد كان من أبناؤه، جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، والفضل بن عمرو بن أمية الضمري، وعبد الله بن عمرو بن أمية الضمري، ولقد كان عمرو بن أميه وأحدا من أَنجاد العرب ومن رجالها نجدة وجراءَة وفاتكا من فتاكهم في الجاهلية، وقد روى ابن سعد، أنه كان في جيش المشركين في غزوة أحد ثم أسلم بعد انصراف جيش المشركين من أحد وهو من أهل الحجاز من المدينة المنورة.
وقد كانت لعمرو بن أميّة دار بالمدينة المنورة عند الحكَّاكين، وهم يسموا أيضا الخرّاطين، وقد كان أول مشهد شهده عمرو بن أميّة مسلما، هو بئر معونة في شهر صَفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة فأسرته بنو عامر بن صعصعة من هوازن يومئذ فقال له عامر بن الطفيل: إنه قد كان علي أمّي نَسَمة فأنت حُرّ عنها، وجزّ ناصيتَه وقدم المدينة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقتل من قُتل من أصحابه ببئر معونة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنت من بينهم"، يعني أفلت ولم تُقتل كما قُتلوا، ولما دنا عمرو بن أميه من المدينة منصرفا من بئر معونة لقي رجلين من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة فقاتلهما ثم قتلهما، وقد كان لهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمان فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهما القتيلان اللذان خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسببهما إلى بني النضير يستعينهم في ديتهما، وأما عن عامر بن الطفيل الكلابي العامري الهوازني، فهو شاعر جاهلي وفارس فتاك وسيد من سادات بني جعفر بن كلاب من بني عامر بن صعصعة، وهو من قبيلة هوازن، وقد قيل إنه أدرك الإسلام وناوأ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يسلم، وكان له كنيتان، فهو في الحرب أبو عقيل، وفي السلم أبو علي، وكان أخوه هو عبدالله بن الطفيل، وهو قائد لبني عامر بن صعصعة، ولكنه قتل في إحدى معاركه على يد غطفان، وكان هو فارس قومه وأحد فتاك العرب وشعرائهم وساداتهم في الجاهلية، وقد ولد ونشأ بنجد، وخاض المعارك الكثيرة، وقد أدرك الإسلام شيخاً فوفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في المدينة بعد فتح مكة، يريد الغدر به.
فلم يجرؤ عليه، فدعاه إلى الإسلام فاشترط أن يجعل له نصف ثمار المدينة وأن يجعله ولي الأمر من بعده، فرده، فعاد حانقاً وكان معه اربد، وهو أخو الشاعر لبيد بن ربيعة وكان من فتاك العرب ولقد اصابتهم دعوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فهلكوا، وقيل انه لم احس بالموت قال اسرجو لي جوادي وكان في بيت زوجة له من بني سلول بن عامر ويقال كانت فاجره وطردها قومها بسبب ذلك فقال، موت بغدة وفي بيت سلولية، فركب جوادة ومات وهو على ظهرها، وأما عن عمرو بن أميه فقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، عمرو بن أمية ومعه سلمة بن أسلم بن حريش الأنصاري سرية إلى مكة إلى أبي سفيان بن حرب بن أمية فعلم بمكانهما فطُلبا فتواريا، وظفر عمرو بن أميّة في تواريه ذلك في الغار بناحية مكة بعبيد الله بن مالك بن عبيد الله التيمي القرشي فقتله.

google-playkhamsatmostaqltradent