recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

الحب وأسرار العشق الشيطاني

الحب وأسرار العشق الشيطاني



بقلم: بيمن خليل"
الشتاء قادم وحبيبتي لا تعشق القهوة
لا يثيرها شغف قراءة المسرح
ولا ترغب في الاستماع إلى قصيدتي الجديدة
والوقت ها هو يمرّ وحبيبتي تجلس بائسة
لا مصدر للدموع في عينيها
والحسرة تتبع مسارات وجهها
جفونها ليل سارح وشفتيها عصفور نائم
وشعرها ملفوف بجدائل خائفة التحرر
والهواء برغم قدومه لم تتأثر به
ولم ترتجف لاختراقه جسدها الساكن
كدت أخاف عليها ولكني تراجعت
نويت التقرب منها واحتضانها ولكني رفضت
ربما للعادات التي تحرِّم عليّ لمسها
وربما لأني لا أقوى على القدوم ناحيتها
فمنظرها يخيفني وأنا ليس من دواعيّ الخوف
يديها تتكئ على مرفق الكرسي بجانبها
ورجلها ملقية فوق مسند صغير أسفلها
ورأسها منحنية إنحناءة بسيطة للوراء
عينيها متيسبة تنظر ناحية الشرفة
وكأن جسدها متحجر لا حركة فيه
أسمع بعض التنهيدات والتأووهات
وبرغم هذا الوجع الذي أشعره بها
إلا أني كنت خائف من التقدم بقربها
لأني كلما أحاول التقدم تتصلب خطوتي
فأتراجع فأصير حر الحركة
فما كان عليّ من إني أراقبها من بعيد
فرأيتها تهمس لطير أسود
يشبه الحمامة ولكن منقاره صغير جدًّا
وهو يشاور لها من وراء زجاج الشرفة
كأنه يقول لها احكي ها أنا أسمعك
وبعد مرور دقيقتين انحنى الطائر لها
في مشهد خرافي لم أقرأ أو أشاهد مثله في أساطير الخيال
ودخل نحو الغرفة والزجاج مقفول ليقبِّل يدها اليسري
وهمّ خارجًا من زجاج الشرفة المغلق
كأن الطائر سراب يخترف الأشياء
فابتسمت حبيبتي ابتسامة خفيفة نكراء
وعينيها لمعت لمعة خفيفة
ومن ثم رفعت يدها للحمامة السوداء وكأنها تودعها
وعادت من جديد لمَ كانت عليه
شعرت للحظات أن حبيبتي قد مسها جن
أو قد احتلها شيطان
ولكني لم أجعل هذه الفكرة تأخذ من تفكيري كثيرًا
وإذا بي أجدها تتحرك وتمسك بورقة وقلم كانا بجانبها
ولأني قريب إلى حد ما منها
حاولت أن تقع عيني إلى بعض ما كتبت
فقرأت "عذاب الحب مقفرة من الذنوب"
ولم أقدر أن أقرأ أكثر لأن المسافة كانت بعيدة
ولكن هذه الجملة هي ما قدرت أن أحصل عليه
وإذا بالطائر يعود من جديد وأخذ الورقة
دخل وخرج من النافذة المغلقة كما فعل من قبل
في وسط اندهاش شديد مني
بدأ أن ينتابني الرعب في حضرة حبيبتي
حبيبتي الجالسة تحيط حولها أسرار لا أعلمها
هواء شديد عبر إلى الغرفة مع صوت أهازيج مخيفة
شعرها بدأ أن يتطاير كالفراشة الخائفة
وعينيها سطعت بنور أحمر كجمرات النار
جسدها اقتادته الرعشة وتملكت منه الرجفة
وآه من رجفة جسد حبيبتي آه
لست أعلم هل كنا بالنهار أم بالليل
فذاكرتي لم تعد تستوعب أو تدرك شيء
فالجو شديد الظلمة ويوحي بقدوم شيء غريب
لم أتوانى لحظة بعد ما رأيت أن أستجمع شجاعتي
وأذهب إلى حبيبتي متقدمًا بقوة
لأحاول أن أساعدها لأني شعرت أنها في خطر ما
وعندما اقتربت ناحيتها وجدت شبح خفيف الظل
يشبه شيطان الظهيرة جميل إلى حد مرعب
رأيته يقبلها قبلات العاشق
وهي مستجيبة له كأنها تعشقه منذ زمن طويل
وإذا بي لم أصدق ما أرى
فوجدت نفسي منقسم بين الحب والنار
وإذا بنفس الطائر يخترق النافذة من جديد
ولكنه أتى لي ومد لي يده برسالة مكتوب فيها
اهرب أنك في ضيافة الشيطان
فلا عشق للبشر من البشر
فعذاب الحب مقفرة من الذنوب...اهرب ولا تعود مرة ثانية
فالحب بين النار والظلمة
بين المادة وبين اللا مادة
بين السراب وبين الحقيقة
بين الخيال وبين السر المطلق
فإن بقيت لن تموت بل ستشهد قران حبيبتك بالشيطان
وبعد ذلك ستعيش عبدًا وخدامًا لهم
فإذا بي أصرخ بشدة وأعلن ضعفي
أمام سراب الحب الأعمى


google-playkhamsatmostaqltradent