ماذا تعرف عن رَوْح بن زنباع ( الجزء الثانى )
كتب- محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع روح بن زنباع، وقد وقفنا مع تميم بن أوس الداري اللخمي، وهو أحد أصحاب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اشتهر بقصة لقائه بالجساسة والمسيح الدجال في عهد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة بن ذراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم من بني الدار من قبيلة لخم، وهو يكنى بأبي رقية، وكان أخوه، هو نعيم بن أوس الداري اللخمي، وأخوه لأمه أيضا هو أبو هند بن بر الداري اللخمي، وقد سكن المدينة بعد إسلامه ثم خرج منها إلى الشام بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضى الله عنه، وكان تميم الداري نصرانيا، وقد أسلم سنة تسعه من الهجره، في وفد من قومه بني الدار من لخم على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهم منصرفه من غزوة تبوك سنة تسعه هجريه.
وكانوا تميم بن أوس وهانئ بن حبيب والفاكه بن النعمان وجبلة بن مالك وأبو هند بن بر وعبد الله بن بر ونعيم بن أوس ويزيد بن قيس وعبد الرحمن بن مالك ومرة بن مالك وقد أهدوا للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعض الهدايا وأوصى لهم بجاد مئة وسق، وأقطعه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، هو وأخوه نعيم حبرى وبيت عينون وحبرون والمرطوم وبيت إبراهيم بأرض الشام، وله في الإسلام مناقب عديدة ومنها أنه أول من أسرج السراج في المسجد وأول من قص، وأنه صنع منبر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الوحيد من الصحابة الكرام الذي روى عنه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، واشتهر بعبادته وقراءته للقرآن الكريم، وقد روي أنه كان يختم القرآن الكريم كل سبعة أيام، وقد روي عنه ثمانى عشر حديثا منها حديث واحد في صحيح الإمام مسلم.
فقد روى مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس قالت، سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينادي الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال ليلزم كل إنسان مصلاه ثم قال أتدرون لم جمعتكم، قالوا الله ورسوله أعلم، فقال صلى الله عليه وسلم، إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أَقْرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أَهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله.
من دبره من كثرة الشعر فقالوا ويلك ما أنت فقالت أنا الجسَّاسة قالوا وما الجساسة قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال لما سمت لنا رجلا فرقنا أى خفنا، منها أن تكون شيطانه قال فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا ويلك ما أنت قال قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم، قالوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم أى حين هاج، فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أَقربِها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها.
ولم نأمن أن تكون شيطانه فقال أخبروني عن نخل بِيسان، قلنا عن أي شأنها تستخبر قال أسألكم عن نخلها هل يُثمر قلنا له نعم قال أما إنه يوشك أن لا تثمر، قال أخبروني عن بحيرة الطبرية، قلنا عن أي شأنها تستخبر قال هل فيهما ماء، قالوا هي كثيرة الماء، قال أما إن ماءها يوشك أن يذهب، قال أخبروني عن عين زغر، قالوا عن أي شأنها تستخبر، قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين، قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها، قال أخبروني عن نبي الأميين ما فعل، قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال أقاتله العرب، قلنا نعم، قال كيف صنع بهم، فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه، قال لهم قد كان ذلك، قلنا نعم، قال أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وأني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة
غير مكة وطيبة فهما محرمتان عليَّ كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا أى مسلولا، يصدني عنها وإن على كل نقب أى الفرجة بين جبلين، منها ملائكة يحرسونها، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة، ألا هل كنت حدثتكم ذلك، فقال الناس نعم، فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق، قالت فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد توفى تميم الدارى بالشام سنة أربعين من الهجره، وقبر في بيت جبرين في فلسطين، وأما عن عباده بن الصامت فهو صحابي جليل من بني غنم بن عوف من الخزرج، وقد شهد العقبتين، والمشاهد كلها.
ثم شارك في الفتح الإسلامي لمصر، وسكن بلاد الشام، وتولى إمرة حمص لفترة، ثم قضاء فلسطين حتى توفي في الرملة بفلسطين، وقد أسلم عبادة بن الصامت قبل هجرة النبي الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب، وقد قال ابن إسحاق أنه شهد بيعة العقبة الأولى، ولكن المؤكد أنه كان أحد نقباء الأنصار الذين بايعوا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في مكة بيعة العقبة الثانية، وبعد الهجرة النبوية الشريفه، فقد آخى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بينه وبين أبي مرثد الغنوي، وقد شهد عبادة بن الصامت مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، المشاهد كلها، كما استعمله النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على بعض الصدقات، وكان عبادة حافظا للقرآن، فكان يُعلم أهل الصفة القرآن الكريم، وبعد وفاة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتوسع الفتوح الإسلامية.
وانتقل عبادة بن الصامت إلى الشام، حيث قال محمد بن كعب القرظي، جمع القرآن الكريم في زمن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، خمسة من الأنصار، وهم معاذ وعبادة وأُبي وأبو أيوب وأبو الدرداء، فلما كان عمر، كتب يزيد بن أبي سفيان إليه، إن أهل الشام كثير، وقد احتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم، فقال عمر أعينوني بثلاثة، فقالوا هذا شيخ كبير، لأبي أيوب، وهذا سقيم لأُبيّ، فخرج الثلاثة إلى الشام، فقال ابدءوا بحمص، فإذا رضيتم منهم، فليخرج واحد إلى دمشق، وآخر إلى فلسطين، وقال خليفة بن خياط في تاريخه أن أبا عبيدة ولاه إمرة حمص، ثم عزله، وولى عبد الله بن قرط، فسكن عبادة بيت المقدس، وزعم الأوزاعي أن عبادة أول من ولي قضاء فلسطين، كما قيل أنه شهد الفتح الإسلامي لمصر حيث كان من أمراء المدد الذي بُعث لعمرو بن العاص، ولما ولي معاوية بن أبي سفيان الشام.
ساءت العلاقة بين عبادة ومعاوية لأشياء أنكرها عليه عبادة، فقال لمعاوية لا أساكنك بأرض، فرحل إلى المدينة المنورة، فقال له عمر ما أقدمك؟ فأخبره بفعل معاوية، فقال له ارحل إلى مكانك، فقبّح الله أرضا لست فيها وأمثالك، فلا إمرة له عليك، ثم حدث أن كان عبادة بن الصامت مع معاوية يوما، فقام خطيب يمدح معاوية، ويثني عليه، فقام عبادة بتراب في يده، فحشاه في فم الخطيب، فغضب معاوية، فقال له عبادة إنك لم تكن معنا حين بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالعقبة على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ومكسلنا، وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهله، وأن نقوم بالحق حيث كنا، لا نخاف في الله لومة لائم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، " إذا رأيتم المداحين، فاحثوا في أفواههم التراب" فكتب معاوية إلى الخليفة عثمان بن عفان، إن عبادة بن الصامت قد أفسد عليّ الشام وأهله.

