recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن أم المؤمنين رملة بنت أبى سفيان ( الجزء ألثالث )

 ماذا تعرف عن أم المؤمنين رملة بنت أبى سفيان ( الجزء ألثالث )




إعداد / محمـــد الدكـــرورى


ونكمل الجزء الثالث مع أم المؤمنين السيده رملة بنت أبى سفيان وقد وقفنا معها وتحدثنا أنه كانت أمها هى السيده صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وصفية هي عمة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وكانت عمتها هي السيده أم جميل أروى بنت حرب التي ذكرت في القرآن الكريم بوصف حمالة الحطب، وهى زوجة أبو لهب عم النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أم المؤمنين وزوج النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد تزوجها بعد وفاة زوجها عبيد الله بن جحش بن رئاب الأسدي ولها منه ابنتها حبيبة، قيل ان زوجها عبيد الله ارتد عن الإسلام إلى المسيحية، والصحيح من قول المحققين أن قصة ارتداده ضعيفة لا تصح، وهي في الحبشة، وأم حبيبة من بنات عم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها، ولا في نسائه من هي أكثر صداقا منها، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها، وقد أرسل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلى النجاشي يخطبها، فأوكلت عنها خالد بن سعيد بن العاص وأصدقها النجاشي أربعائة دينار وأولم لها وليمة فاخرة وجهزها وأرسلها إلى المدينة مع شرحبيل بن حسنة، وقد تزوجت الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فى السنة السابعه من الهجره، وكان عمرها يومئذ سته وثلاثين سنه، وقد ذكر في شأنها القرآن الكريم فى سورة الممتحنه ( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم موده، والله قدير، والله غفور رحيم ) وقد أقامت مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبقية أمهات المؤمنين ومعها ابنتها حبيبة ربيبة رسول الله.

صلى الله عليه وسلم، والتي تزوجها فيما بعد داود بن عروة بن مسعود الثقفي، وكان ذلك فى السنة الثامنه من الهجره، وقيل أنه قبل فتح مكة قدم أبو سفيان المدينة ليكلم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، طالبا في أن يزيد في هدنة الحديبية، ولما دخل على ابنته أم حبيبة حجرتها أسرعت وطوت بساطا لديها مانعةً والدها من الجلوس عليه كونه فراش النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقالت لوالدها " هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت امرؤ نجس مشرك " رغم أن أباها فرح عند زواجها بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إذ قال " ذاك الفحل، لا يجدع أنفه" وكانت السيده رمله لها بصمات في التاريخ الإسلامي عند محاولتها مساعدة الخليفة عثمان بن عفان، وهو ابن خالها، وكان ذلك عندما حوصر.

من قبل المتمردون، ولكنهم منعوها وحالوا دون ذلك، وقد روت عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، خمسة وستين حديثا، وقد حدث عنها، أخواها، الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وعنبسة، وابن أخيها عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، وعروة بن الزبير، وأبو صالح السمان، وصفية بنت شيبة، وزينب بنت أبي سلمة، وشتير بن شكل، وأبو المليح عامر الهذلي، وآخرون، وقدمت دمشق زائرة أخاها، وقد قيل أن السيده رمله عندما بشرها ابرهه الحبشيه بطلب النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يدها من ملك الحبشه فقد أعطت أبرهة سوارين من فضة وخدمتين، كانتا في رجليها، وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها، سرورا بما بشّرتها، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك مِن المسلمين فحضروا.

فخطب النجاشي فقال: الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأنه الذي بشّر به عيسى بن مريم؛ أما بعد، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلَيّ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أصدقتها أربعمائة دينار، ثم سكب الدنانير بين يدي القوم، فتكلم خالد بن سعيد، فقال: الحمد لله، أحمده وأستعينه وأستنصره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون، أما بعد، فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوّجته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فبارك الله لرسول صلى الله عليه وسلم.

ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها، ثم أرادوا أن يقوموا فقال اجلسوا، فإن سُنة الأنبياء إذا تزوّجوا أن يُؤكل طعام على التزويج، فدعا بطعام وأكلوا، ثم تفرقوا، وقالت أم حبيبة رضى الله عنها فلما وصل إلَيّ المال أرسلت إلى أبرهة التي بشّرتني، فقلت لها إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ ولا مال بيدي، فهذه خمسون مثقالا، فخذيها فاستعيني بها، فأبت وأخرجت حُقا فيه كل ما كنت أعطيتها فردّته عليّ، وقالت عزم عليّ الملك أن لا أَرزَأك شيئا، وأنا التي أقوم على ثيابه ودهنه، وقد اتبعت دين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسلمت لله سبحانه وتعالى، وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر، فقالت، فلما كان الغد جاءتني بعود، وورس، وعنبر وزبّاد كثير.

فقَدمت بذلك كله على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يراه علَيّ وعندي فلا ينكره، ثم قالت أبرهة: فحاجتي إليك أن تقرئي على رسول الله صلى الله عليه وسلم منّي السلام، وتعلميه أني قد اتبعت دينه، قالت ثم لطفت بي وكانت التي جهّزتني، وكانت كلما دخلت عليّ تقول لا تنسي حاجتي إليك، قالت، فلما قَدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته كيف كانت الخطبة، وما فعلت بي أبرهة، فتبسم، وأقرأته منها السلام، فقال صلى الله عليه وسلم " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته " وعن إسماعيل بن عمرو بن سعيد، قال : قالت أم حبيبة " رأيت في النوم عبيد الله زوجي بأسوأ صورة وأشوهها ففزعت وقلت، تغيرت والله حاله، فإذا هو يقول حيث أصبح، إني نظرت في الدين، فلم أر دينا خيرا من النصرانية.

وكنت قد دنت بها، ثم دخلت في دين محمد صلى الله عليه وسلم، وقد رجعت، فأخبرته بالرؤيا، فلم يحفل بها وأكب على الخمر، قالت، فأريت قائلا يقول، يا أم المؤمنين، ففزعت، فأولتها أن رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يتزوجني، وذكرت القصة بطولها، وهي منكرة، وعن عكرمة، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال عن الآيه الكريمه ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) قال، نزلت فى أزواج النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة، وقيل أن السيده رمله زارت أخيها معاوية فتوفيت في دمشق فدفنت في مقبرة الباب الصغير، إلا أن أغلب المصادر قالت بأنها توفيت في المدينة المنورة سنة أربعه وأربعين من الهجره، فى زمن خلافة أخيها معاوية بن أبى سفيان ودفنت بالبقيع.

وعن عوف بن الحارث قال، سمعت السيده عائشة رضى الله عنها تقول " دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت، قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك، فقلت: غفر الله لك ذلك كله وحللك من ذلك، فقالت، سررتني سرك الله، وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت لها مثل ذلك " وكانت السيده رمله بعد زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظلت مخلصةً له ولدينه ولبيته، فيروى أن أبا سفيان بن حرب والد السيدة أم حبيبة قد جاء من مكة إلى المدينة طالبا أن يمد النبي صلى الله عليه وسلم هدنة الحرب التي عقدت في الحديبية، فلم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء إلى ابنته أم حبيبة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فأراد أن يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فطوته دونه.


ماذا تعرف عن أم المؤمنين رملة بنت أبى سفيان ( الجزء ألثالث )


google-playkhamsatmostaqltradent