ماذا تعرف عن سرجون الأكدى (الجزء الثامن)
إعداد - محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثامن مع الملك سرجون الأكدى، وقد توقفنا مع تل العمارنة، وهي نسبة إلى قرية بني عُمران أو البدو العمارنة، الذين كانوا يُقيمون بها، وتضم تلك المدينة التي أمر أخناتون بإنشائها قصرين ملكيين وهما القصر الشمالي والقصر الجنوبي، ومعابد آون وهى الأحياء السكنية من منازل للنبلاء وقرية للحرفيين، والمقبرة الملكية التي تقع في الشمال الشرقي من المدينة، وكان بعد وفاة سرجون أصبح ابنه الأكبر ريموش هو من كان يقوم بادارة الامبراطورية وقمع الثورات ضد سرجون وثم تبعه اخوه مانيشوتشو، الذي حكم لمدة خمسة عشرة سنة, ومانيشتوشو هو ثالث ملوك الإمبراطورية الأكدية وهو ابن الملك سرجون الأول والملكة تاشلولتوم وقد تولى الحكم بعد وفاة اخيه ريموش ولكن بالرغم من توليه العرش لم يتمكن من الاستيلاء على المدن السومرية التي استقلت في عهد اخيه والعيلامية التي استقلت.
قبل فترة قليلة من نهاية حكم والده سرجون الأول وتوفي في سنة ألفان ومائتان وواحد وستين قبل الميلاد، وتولى الحكم مكانه ابنه نرام سين، وكان الملك سرجون بعد وفاته ترك ارث كبيرا عند حكام بلاد الرافدين من بعده وخاصتا الملوك البابليين والآشوريين وحاول ملوك بلاد الرافدين تشبيه انفسهم بسرجون وحاولوا ضم المناطق التي احتلها سرجون، مثل الملك البابلي الكلداني نبو نيد، والذي يعتبر اخر ملك وطني حكم بلاد الرافدين قبل ان يأتي كورش الكبير الاخميني واحتلها، وقد ابدى اهتماما كبيرا بسرجون الاكدي وقام بزيارة المواقع التي كان يتواجد بها سرجون والكثيرون من المؤرخين الان يرغبون بمعرفة سرجون أكثر، ونبونيد هو ملك بلاد بابل وقد تزوج من ابنة نبوخذ نصر وهي نكتوريس، وكان ذلك مما اهله إلى حكم الامبراطورية البابلية، وربما لهما علاقة بعائلة أشورية غير العائلة الكلدانية، وقد أخذ الحكم من لبشي مردوخ.
وهو الذي أزيح عن الحكم لصغر سنه وقيل ربما أغتيل، وكان نبو نيد هو أحد ملوك بابل وقد استلم العرش، ثم تنحى عن العرش مرة أخرى، وكان أكثر عهده معتكفا بمدينة تيماء وهى مركز عبادة إله القمر سين، وترك ابنه بلشاصر ملكا لبابل وكان له اهتمام بالدين في دولته، ولذلك سبب له كهنة مردوخ بعض المشاكل، وقد بدا غزو الفرس بالتحالف مع الليديين بقيادة قورش وكانت نهاية الدولة البابلية بإزاحته عن الحكم، وأما عن كورش الكبير أو قورش الكبير، فهو أول ملوك فارس وكان اسمه كورش بن كمبوجية بن كورش بن جيشبيش بن هخامنش، وهو أحد أعظم ملوك الفرس الأخمينية، وقد استولى على آسيا الصغرى وبابل وميديا، وقد قتل في ماساجت ودُفن في باساركاد، وإن هناك دائما أمور رومنطقية ومثيرة حول الأمبراطورية الفارسية في الأزمنة القديمة، وليس ثمة أحد من ملوكها تضاهي شخصيته أول ملوكها قورش.
وهو الذي أسس أمبراطورية مترامية الأطراف، وأرسى مبادئ ممتازة لحكمها، وكان في البدء قد احتل الكثير من الممالك المجاورة، مثل ليديا في غرب تركيا الآن, وميديا, وبابل التي أطاح بها، وقد باتت فارس أكبر أمبراطورية في العالم، فعمد قورش إلى اعتماد طريقة تسمح بأن يكون للمناطق المحتلة أقصى درجة من الحكم الذاتي، فتميزت السياسة الأمبراطورية الفارسية طوال أجيال عدة بهذه السياسة التي تعتبر أفضل السبل لشد الأواصر والوحدة بين شعوب وعادات مختلفة جدا في أمبراطورية مترامية الأطراف، ولقد تزوج سرجون من تاشلولتوم وانجب منها أبناء وقد انجب كذلك إنخيدوانا ابنته الصغرى والتي ادعت انها الالهة إنانا واصبحت تحكم في اور كما انه انجب منها ابنه ريموش وبعد وفاة ريموش تولى اخوه مانيشوتشو السلطة وكذلك انجب شو انليل، ايباروم، ويبايس تكال ويقال له ابياش تكال.
وأما عن تاشلولتوم، فهي زوجة الملك الاكدي سرجون الأول العظيم والتي كانت زوجة الملك لوغال زاغيزي سي ملك اوروك السابق والتي تزوجها سرجون بعد فتحه لاوروك ومن اولادها إنهيدوانا، وريموش ومانيشوتشو وشو انليل ويبايس تكال، وهى أيضا جدة الملك نرام سين، وأما عن إنخيدوانا فكان اسمها إنخيدوانا أو إن هيدوانا، وإن معناها الكاهن أو الكاهنة الأعلى، وهيدو معناها زينة أو حلة، ومعناها زينة الكاهن الأعلى للإله آن وهو اسم يشير إلى الاله نانا وهو سين، إله القمر، وهي أميرة أكدية وهى ابنة الملك سرجون الأكدي، وأمها كاهنة عالية المقام من كاهنات إله القمر نانا سين، والكاهنة الأعلى للإله نانا إلهه القمر عند السومريين في مدينة أور وهى أقدم شخصية معروفة تحمل هذا اللقب، وهو منصب ذات امتياز سياسي هام كانت تحمله عادة بنات الملوك، وإنخيدوانا هي عمة الملك الأكدي نرام سين وهي إحدى أقدم النساء.
المعروفات بالاسم، ويعتبرها علماء الأدب والتاريخ أقدم امرأة كاتبة وشاعرة حب وجنس، وقد وصلت إنخيدوانا إلى أعلى رتبة كهنوتية في الألف الثالث قبل الميلاد، مُعينة من قبل والدها الملك سرجون الأكدي وكان لها دور بارز، فى زمن حكم أبيها وأمها الملكة تاشلولتوم، وقد تركت مجموعة من الأعمال الأدبية تتضمن أشعارا مكرسة للإلهة إنانا ومجموعة من التراتيل المعروفة بِتراتيل المعبد السومري، وهي تعتبر أولى المحاولات في الإلهيات المنتظمة، وينسب إليها بعض الدارسين كوليام هالو، وفان ديك أعمالا معينة رغم أنها لم تذكر صراحة بالاسم، وقد قام سرجون بتعيين إنخيدوانا في منصب الكاهنة الأعلى في حركة سببت ضجة كبيرة وذلك لتأمين قوته في الجنوب السومري حيث توجد مدينة أور، ثم استمرت في منصبها أيضا خلال عهد حكم أخيها ريموش، وفي هذا العهد بالذات عرفت بعض المناطق السومرية.
بتمردات ضد حكم أخيها ريموش، وقد تورطت في بعض الاضطرابات السياسية، فطردت من مكانتها، لكنها عادت إليها خلال حكم ابن أخيها نرام سين، ويصف مؤلفها، طرد إنانا، ترحيلها من أور ثم إعادة تنصيبها فرانكي، وهو مرتبط بِلعنة أكاد، حيث لعن إنليل نارام سين وطرده، وكان لها دور في إقناع الجنوب السومري بإعادة حكم الأكاديين عليهم وقد توفيت بعد فترة قصيرة من ذلك، ولكن بقيت ذكراها قائمة كشخصية هامة، ومن الممكن أنها استحقت صفة شبه إله، وكانت والدتها أمرأة سومرية من جنوب العراق، وربما كانت كاهنة هي الأخرى، ويُقال إن سرجون الأول دوّن الكلمات التالية على إحدى الرُقم الطينية شارحا قصةَ مولده فقال والدتي الكاهنة حملتني جنينا، وأنجبتني سرّا، ووضعتني على فُلك من ورق البرُدي، وأحكمت رتاج الباب، وحملني النهر إلى فلاح اسمه أكي، الذي رباني كابنه، وخلال عملي في عزق الحدائق، رأتني عشتار وأحبتني، وعلى مدى أربع وخمسين عاما كان الملُك لي.
وأما عن أور فهو موقع أثري لمدينة سومرية تقع في تل المقير جنوب العراق، وكانت عاصمة للدولة السومرية عام ألفين ومائة قبل الميلاد، وكانت مدينة بيضاوية الشكل وتقع على مصب نهر الفرات في الخليج العربي قرب إريدو إلا أنها حاليا تقع في منطقة نائية بعيدة عن النهر وذلك بسبب تغير مجرى نهر الفرات على مدى آلاف السنين الماضية، وتقع حاليا على بعد بضعة كيلومترات عن مدينة الناصرية جنوب العراق وعلى بعد مائة ميل شمالي البصرة، وتعتبر هى واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في تاريخ العالم، وقد قيل أنه ولد فيها النبي إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام عام ألفين قبل الميلاد، وقد اشتهرت المدينة بمبنى الزقورة التي هي معبد للآلهة إنيانا آلهة القمر حسب ماورد في الأساطير الميثولوجيا السومرية، وكانت تحتوي على ستة عشرة مقبرة ملكية شيدت من الطوب واللبن، وكان بكل مقبرة بئر.
وعند موت الملك يدفن معه جواريه بملابسهن وحليهن بعد قتلهن بالسم عند موته، وكان للمقبرة بنيان يعلوه قبة، وفى النهاية فقد ورد في الموسوعة البريطانية ما لي، إن مصادر معرفتنا بحياة الملك سرجون نستقيها باكملها من الاساطير والحكايات التي جاءت بعد شهرته خلال الفين عام من التاريخ الرافدي الذي سجل بالكتابة المسمارية، وليس من وثائق كتبت في زمنه، وأنا اقول بأن كل ذلك هو من الأساطير، ولا يوجد فى هذا الكون غير إله واحد أحد ولا معبود بحق غيره، وهو الله سبحانه وتعالى وكل ما قيل هذا عن جميع الآلهة فهو أساطير وتخاريف ليس لها أى واقع من الصحه وهى إعتقادات خاطئه لا يؤخذ بها نهائيا.

