recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ليالي شتوية رائعة ولكن.

           ليالي شتوية رائعة ولكن.. 
 

 
              
وإن كان اختلاف الفصول في طبيعة الأكل والحياة والروتين اليومي بل وطبيعة الطقس، إلا أن الشتاء يفرض سكونه من بداية الليل وحتى طلوع شمس اليوم التالي، وكأنه المميز بذلك، فتجد الشوارع ساكنة، ومعظم المحلات مغلقة، وگأن العالم أصبح كمدينة أشباح بلا بشر، وكل ذلك عكس طبيعة باقي فصول السنة والتي تنشر بهجة الحياة على وجوه المارة، وتعج الشوارع والميادين بالناس ليل نهار، ويصبج العالم مزدحمًا لا يعرف معنى الهدوء.

فيعد سكون الشتاء سمة من سمات أحد الفصول التي لا أحبها إلا في حالة نزول المطر أو حين لا تغيب الشمس أبدًا عن الشوارع، لا أحب الجو الغائم الذي يشبه عتمة أخر الليل، والتي تقتل بداخلي النشاط وتدفعني دفعًا للمكوث بين جدران غرفتي كسجين ينتظر إنفراجة حلول النهار، أحتسي قهوتي أو أنام كي لا تمل عيني من هذا المشهد الغريب والمخيف بالنسبة لي.

وبين أمطار متقطعة بين الحين والآخر، وبرق ورعد في السماء ينير ظلمتها ولكن يصدر صوتًا مخيفًا يُشعرني بالهلع وعدم الإطمئنان ولو لوهلة، فأجد غرفتي أفضل مكان يحتويني.

ولا أنكر حب الآخرين لفصل الشتاء وحبهم للبرد، مع سقوط الأمطار، وتفضيل تناول المشروبات الساخنة، مع قراءة الكتب المفضلة ومشاهدة كم هائل من البرامج والأفلام والمسلسلات للتسلية.

ومن ناحية أخرى، لا أتحمل رؤية أناس يرتعدون من البرد في أخر الليل ولا يجدون مأوى، فتلك المشاهد تدمي القلب وتبكي العين، فلا حول لهم ولا قوة.

فإن كنت تحب الشتاء لتحقيق سعادتك أو لمجاراة رغبتك في هذا الجو المحبوب إليك، فهناك معاناة خلف الجدران، وهناك فئة من الناس لا تجد سقف يمنع هطول المطر عليهم فيغرقهم، أو عدم توافر ملابس شتوية كافية تحميهم من قسوة البرد.

فمن هنا وبتلك الكلمات التي تتضمن رسالة خير يمكن من خلالها أن نحتوي هؤلاء عن طريق الجمعيات والمؤسسات الخيرية، لدعم الطبقات المحتاجة والفقيرة في تلك الليالي القارصة البرودة والتي لا ترحم..

google-playkhamsatmostaqltradent