recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

"كُن جابرًا "

"كُن جابرًا "



بقلم -سناء سعد 
تَصدَعَ جِدَارَ قَلبِي حَتىٰ أَصبَحَ هَشيمَاً، فَبُترَ جُزءًا مِنهُ في كُلَّ تَصدُعٍ يَحدُث لهُ، كُنتُ أَلتَهم "رَوحِي" قَائلةٌ ؛ مَا زُلتُ حَيًّا فِي هَذِهِ الدُنيا لَمْ أَمت بَعد،  مَازَالَت الزُهُور مُوردةٌ فِي قَلبي حَتىٰ وإِنْ أَنهَكَهُ التَعَب، فَأتَحدَث دَاخِلي قَائِلةً أَلَمْ يَأتِي جَابِرٌ بَعد؟!
فَنَحنُ نَدينُ إلى هؤلاء الذين جَبَرُوا بِخَاطِرُنا قَاصِديَن أو لِصُدْفَةٌ بَحتَةٌ قَط، إلي هَؤلاَء الذينَ تَتَشَعَب بِدَاخلَهُم أَلطَافُ الإنسَانية البَحتَة، فَهُم مَنْ يَمتَلكون رَوحَاً "فُولاَزيةُ المَعنَي" فَأروَاحَهُم غَير مُتقَيدَة بِفَشَل قَلبي أو إِنهيَار إِنسَاني تَتَمَلَكَهُ الأَنَانيَة التي يَعيشُ بِهَا الكَثيرون، إلىٰ هَولاَءِ مَن أَنبَتوا بِٓدَاخلنا حُقُولاً مُزهرةً بِجَميع أنوَاع الزُهورِ،
هَؤلاء الذينَ يُدخِلونَ في قُلُوبُنا طَلَتهُم الرَائعة فَإِنْ لَم تَكُن صُدفَةٌ مَرئيةٌ بَحتَة فَمِنَ المُمكن أَنْ تَكُن رِسَالة نَصّية مُمتَلئة بالمَعَايير الإنسَانية المُتَضَمنة مَعنى اللُطف الحَقيقي، أَو مَقطَعاً صَوتيَاً مَلئ بالهُجوم الكيميائي المُتَحضر والفيزيائي الأَزلي
كما يُردد الحُكماء:  "إيَّاكُم وكَسر الخَواطِر فإنها ليسَت عِظامًا تُجبَر، بل أرواحًا تُقهَر" 
فيَأتينَا هَؤلاء الجَابرين لخَوَاطِرُنا كَحَبَّات الزُهُور التي تُزرَع بِدَاخِلُنَا لتُنبِتُ دَاخلَ كل كَسرٍ نَابعٌ بِداخِلُنا سَواء أَكَان بِواسِطة الحَيَاة أم بِواسطَة إنسَان، لأنهُ بالفعل كَسر الخَواطر يَكسُر القَلب مُباشَرة ويَطغَى على من تَعَرَّضَ لِذلِكَ إلى حَالة نَفسية طَاغية تُؤَثرُ عَلىٰ قَلبهُ سَلبياً .
فَنجد أَنَّ رَسولُنا الكريم "صَلىٰ اللَّهُ عَليهِ وسَلَّم" كَانَ بِحاجةٌ إلىٰ مُواسَاةٌ ومُسَاندة وجَبرٌ لخَاطرَهُ فَكَان يَجد بِجَانبه أحياناً السيدة خديجة والذي كَان يَصحبهُ أيضاً وهى مُواسَاة ربَانيه التي كَانت تَأتي إليه لتُهَدأهُ فكَان اللهُ تَعالىٰ من يُؤَازِرَه بنفسهِ، فحينما خَرجَ من مَكة مُهَاجراً وهى البلد التي تَرعرَع ونَشَأَ فيها، وفي هذا الموقف الصَعب والحَنين إلى مَنشأَهُ فَأَنزَل اللهُ من فَوقَ سَبع سَماوات آيات تُتلي من الله لتجبر بخَاطره  فإذا الله عز وجل يستشعر رسوله الكريم والناس فَمَا بَالُنَا نحن من أن نُواسي بَعضنا بعضاً ونَجبر كَسر البَعض الذي إلتهمهم الخَوفُ الشَديد من جميع المَارين بِهِ، فَلنَكُن نحن الضَمَادُ الذي يَضمُد علي جَرح البَعض لكى تُخفىٰ أثر تلك الكَدمَات الطَارئة على قلبهُ فَلنكن اللُطف الذي نَمدهُ بالقُوة بَعدَما أَنهَكهُ الضَعف،  فاجعلونا نستشعر الهَوان في ذلك العالم، لا نستشعر الخوف من بعضنا البعض فكُونوا ملاذًا لللُطفِ أيُها القَارئين أيُها العَابرين أيُها السَامعين أيُها الجَابرين .


_سناء سعد
google-playkhamsatmostaqltradent