recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

ماذا تعرف عن النعمان بن بشير؟ " الجزء الثالث "

الصفحة الرئيسية

 

ماذا تعرف عن النعمان بن بشير؟ " الجزء الثالث "

 




إعداد / محمـــد الدكـــرورى


ونكمل الجزء الثالث مع الصحابى النعمان بن بشير رضى الله عنه، وقد توقفنا مع النعمان بن بشير، عند حديث جبريل عليه السلام، عندما جاء للرسول صلى الله عليه وسلم، يعلم الصحابة أمر دينهم، وبعدما أمر النبي صلى الله عليه وسلم مرتين في أول الوقت، وفي آخره، وقال يا محمد الصلاة بين هذين الوقتين، وقد حدد الفقهاء لكل وقت صلاة مستدلين بما فقهه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ذلك، وقد جاء في وقت العشاء بأنه إذا غاب الشفق وهو الحمرة في السفر، وفي الحضر البياض، لأن في الحضر قد تنزل الحمرة، فتواريها الجدران فيظن أنها قد غابت فإذا غاب البياض فقد تيقن، ووجبت العشاء الآخرة إلى ثلث الليل، واستدلوا على هذا القول بأقوال للصحابة، منها قول النعمان بشير رضي الله عنهما، عندما قال أنا أعلم الناس بوقت هذه الصلاة وهى صلاة العشاء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها لسقوط القمر لثالثه، رواه أبو داود.

وعن تعديل الصفوف وأهمية العناية بذلك لأنه من تمام الصلاة، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده يشددون في ذلك، فقد ضرب عمر بن الخطاب رضى الله عنه قدم أبي عثمان النهدي لإقامة الصف في الصلاة فيمن ضرب، وكان عثمان بن عفان يقول إذا قامت الصلاة فاعدلوا الصفوف، وحادّوا بالمناكب، فإن اعتدال الصف من تمام الصلاة، ثم لا يكبر حتى يأتيه رجال قد وكلهم بتسوية الصفوف فيخبرون أنها استوت فيكبر، وعن النعمان بن بشير رضى الله عنه قال، بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مسير له إذ خفق رجل على راحلته فأخذ رجل من كنانته سهما فانتبه الرجل مذعورا فقال النبي "لا يحل لمسلم أن يروع مسلما" وعن النعمان بن بشير أن أباه نحله غلاما وأنه أتى النبي ليشهده فقال صلى الله عليه وسلم "أكل ولدك نحلته مثل هذا؟" قال لا، قال "فاردده" وعن الشعبي قال سمعت النعمان بن بشير رضى الله عنه يقول. 

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأومأ النعمان بإصبعيه إلى أذنيه "إن الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبين ذلك مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشتبهات فقد استبرأ لدينه ولعرضه، ومن وقع في المشتبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى أوشك أن يقع فيه، ألا إن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه" وعن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" وعن النعمان بن بشير قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه فقال "سوُّوا صفوفكم ولا تختلفوا فيخالف الله عز وجل بينكم يوم القيامة" فلقد رأيتنا وإن الرجل منا ليلتمس بمنكبه منكب أخيه وبركبته ركبة أخيه وبقدمه قدم أخيه، عن سماك بن حرب قال سمعت النعمان بن بشير رضى الله عنه 

يقول ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ بطنه، فهذا هو الصحابى الجليل النعمان بن البشير فهو اول من ولد للانصار بعد الاسلام، و حين ولد بشر النبي صلى الله عليه وسلم أمه بانه سيعيش حميدا و يقتل شهيدا و يدخل الجنة، وهو أول من بايع أبو الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه من الصحابة الأنصار يوم السقيفة، وكان النعمان بن بشير رضي الله عنه قد شهد بيعة العقبة و بدرا و أحدا والخندق، ثم كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم في جيش القائد خالد بن الوليد رضي الله عنه فاستشهد يوم عين التمر، واما امه فهي عمرة بنت رواحة شقيقة عبد الله بن رواحة، و قد ولد الصحابي الجليل النعمان بن البشير بعد اربعة عشر شهرا من الهجرة، واخذته امه الى المصطفى صلى الله عليه و سلم فبشرها بأنه سيعيش حميدا و يُقتل شهيدا ويدخل الجنة،  وكانت عمرة بنت رواحة. 

هى سيدة جليلة من سيدات نساء المسلمين، وصحابية من صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه المرأة آثرت رضا الله على رضا غيره، وملأت قلبها من محبته حتى أصبحت لا تقوم بأي عمل حتى ترى أن هذا العمل يوافق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه المرأة هي زوجة صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بشير بن سعد رضي الله عنه، فيا ترى ما قصة هذه الزوجة؟ وما شانها؟ وكيف برهنت على التزامها بشرع الله عز وجل؟ فقد روى الإمام البخاري ومسلم، أن بشير بن سعد تزوجها وكان عنده أولاد من زوجة أخرى وأنجب منها ولدا سماه النعمان بن بشير رضي الله عنهما، وأراد بشير أن يجامل الزوجة الجديدة فأراد أن يكتب لابنها النعمان حديقة دون غيره، فماذا حدث؟ هل وافقت هذه المرأة على هذا الأمر؟ وهل فرحت لأن ابنها فضله أبوه على غيره؟ وهل طلبت من زوجها ان يزيده أكثر من ذلك؟ 

لا وألف لا، لأن هذه المرأة كانت تخاف الله سبحانه وتعالى، لأن هذه المرأة كانت لا ترضى أن تأكل الحرام، ولا ترضى لولدها أن يأكل مال غيره، ولا ترضى لزوجها أن يقع في الحرام، فهكذا كانت الزوجة في ذلك الزمان تحافظ على أسرتها وزجها وأولادها من الحرام، ولقد كانت الزوجة في ذلك الزمان توصي زوجها في الصباح الباكر عندما يخرج الى عمله تقول له يا زوجي أوصيك بوصية، اتق الله فينا، اتق فيّ وفي أولادك ولا تأكل حراما، فإنا نصبر على جوع الدنيا ولا نصبر على عذاب الله يوم القيامة، هكذا كانت الزوجة تحافظ على زوجها وأسرتها من الحرام، فقالت السيدة عمرة لزوجها بشير، يا بشير لاَ أرضى حتى تُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لإبنى، فإن رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فأنا راضية، وإن لم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فمعاذ الله ان أرضى به، فعندما رأى من العزم والإصرار على موقفها. 

فقد ذهب بشير بن سعد ليشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم سؤالا، قال له " يا بشير أكل أولادك أعطيتهم حديقة؟ قال لا يا رسول الله، وإذا بالحكم يصدر من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له اشهد غيري فأنا لا أشهد على ظلم، فقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم ظلم، فأين الأمة من كلام نبيها صلى الله عليه وسلم؟ فكم من المسلمين اليوم من لا يعدل بين أولاده؟ وكم من المسلمين من يعطي البعض من أولاده ويحرم الآخرين؟ بل المصيبة العظمى والطامة الكبرى هي هناك من المسلمين من ينام على فراش الموت ويوصي بأن يعطى فلان من ماله ويحرم فلان، وهناك من يخص أولاده الذكور بجميع المال ويحرم البنات، نعم لا زال هناك الكثير من يفضلون العادات والتقاليد على شرع، والمصيبة ان الذي يحرم البنات من الميراث هو المصلي الذي يحافظ على الصلاة في المساجد، وهو الذي يصوم شهر رمضان، وهو الذي ذهب الى مكة ليؤدي الحج والعمرة لله.


ماذا تعرف عن النعمان بن بشير؟ " الجزء الثالث "






google-playkhamsatmostaqltradent